*يناير 2025*☄️🪐🌗✨
الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
أوضح ذلك المهندس . ماجد ابوزاهرة
يعشق الكثير رصد السماء خلال ليالي شهر يناير شديدة البرودة حيث تشاهد الكوكبات النجمية المتنوعة وينضم اليها المشتري والمريخ والزهرة وزحل ومن المفارقات أن الكرة الأرضية في مطلع هذازالشهر تصل إلى اقرب مسافة من الشمس.
يبدأ كوكبا الزهرة وزحل أمسيات شهر يناير قريبين من بعضهما في الأفق الجنوبي الغربي. الزهرة هو الأكثر سطوعاً وخلال هذا الشهر يصل الكوكب إلى أقصى مسافة له من الشمس في السماء في التاسع من يناير، وهو حدث يسمى الاستطالة العظمى الشرقية. كوكب الزهرة مشاهد بالعين المجردة بداية الليل ولن يغرب حتى حوالي الساعة 9 مساءً.
الشيء الوحيد المثير في رصد كوكب الزهرة باستخدام التلسكوب هو أنه يمر باطوار (تماماً مثل القمر) أثناء دورانه حول الشمس داخل مدار الأرض وفي هذا الشهر سيكون نصفه تقريبا مضاءً بنور الشمس ويصبح أشبه بالهلال بحلول نهاية الشهر.
يرصد زحل الخافت خلال يناير أعلى يسار الزهرة ومع تقدم الشهر سيقترب زحل والزهرة من بعضهما أكثر فأكثر وفي اليوم الثامن عشر ستكون المسافة بينهما أقل من ثلاث درجات. وبعد ذلك سيبتعدان ببطء.
يبلغ قطر زحل حتى بدون نظام الحلقات ما يقرب من عشرة أضعاف قطر الزهرة ولكنه أيضاً أبعد حيث يتجاوز مسافة 1500 مليون كيلومتر في حين تبعد الزهرة أكثر من 110 مليون كيلومتر لذا على الرغم من أنهما يبدوان قريبين في السماء إلا أنهما في يبعدان عن بعضهما حوالي 1400 مليون كيلومتر في الفضاء.
زحل سيكون منظره مختلف عن المعتاد عند رؤيته من خلال التلسكوب حيث سيكون بدون حلقاته في الوقت الحالي وذلك لأن تلك الحلقات مائله بإتجاه رؤيتنا على الأرض وهكذا سيكون الحال لبقية العام، حيث يبدو زحل أشبه بكوكب المشتري ولكن مع أشرطة وخطوط خافته.
خلال الفترة من 2 إلى 4 يناير، سيمر هلال القمر بجانب الزهرة وزحل، في منظر غاية في الجمال.
كذلك خلال شهر يناير يشاهد في النصف الشرقي من سماء المساء مجموعة مذهلة من النجوم والكوكبات النجمية الساطعة حيث تشاهد نجوم الجوزاء (الجبار اورايون) ويحيط بها نجوم الثور وممسك الأعنة والتوامان والعديد من الكوكبات النجمية الأخرى.
ان مشاهدة النجوم وخاصة من المناطق البعيدة عن اضواء المدن سيكون اقرب الى مشهد في قصة من الخيال العلمي نجوم لامعه بألوان مختلفة مثل النجم رجل الجوزاء الأبيض المزرق إلى منكب الجوزاء الأحمر والتوأمان كاستور وبولكس، والعيوق الابيض المصفر والشعرى الشامية والشعرى اليمانية الساطعة ، إضافة الى عنقود نجوم الثريا وعنقود القلائص والمميز هذا الشهر ان الكواكب الساطعة المشتري والمريخ ستشاهد امام تلك النجوم الشتوية.
المشتري الأكثر سطوعاً حيث يرصد لامعا فوق نجوم الجوزاء. وصل هذا الكوكب إلى حالة التقابل عندما كانت الأرض في اقرب مسافة منه لذلك سيكون لامعا تقريباً هذا الشهر ويمكن أيضا مشاهدة أقمار المشتري الأربعة الكبيرة من خلال تلسكوب صغير حيث تظهر مثل نقاط ضوئية صغيرة على جانبي قرص المشتري وتغير مواقعها بإستمرار أثناء دورانها حول الكوكب العملاق ويمكن كذلك رؤية بعضاً من أحزمة السحب العديدة لكوكب المشتري.
بداية عام 2025 نشاهد المريخ مع المشتري ولكن أبعد في الشرق ويشرق عند غروب الشمس لكنه ليس ساطعاً مثل المشتري، لكنه يتفوق على كل النجوم الأخرى وله توهج برتقالي أحمر مميز للغاية.
القمر سيكتمل هذا الشهر في اليوم 13 وبعد أسبوعين يصل منزلة الاقتران إيذانًا ببدء العام القمري الصيني الجديد في 29 يناير وهذا العام هو عام (الأفعى) وهو أفضل وقت لمشاهدة النجوم مع القليل من ضوء القمر أو عدم وجوده ما يسهل رؤية الأجرام الخافتة
في 15 يناير، يصل المريخ إلى التقابل وسيكون على بعد أقل من 96 مليون كيلومتر قليلاً، وهو أقرب ما يكون إلى الأرض منذ حوالي عامين. أثناء التقابل يكون المريخ والشمس على جانبين متقابلين من السماء ( تماماً مثل القمر المكتمل)حيث يشرق المريخ عند غروب الشمس ويغرب عند شروق الشمس في اليوم التالي ومشاهد طوال الليل.
يجب على عدم الخلط بين المريخ والنجم بولكس أحد نجوم المع نجوم التوأمان فكلاهما بلون أحمر لكن المريخ هو الأكثر سطوعاً.
يمكن رصد المريخ من خلال التلسكوبات الصغيرة هذا الشهر ويفضل جعله يرتفع في السماء قبل الرصد بهدف ابتعاده عن الطبقة السميكة من الغلاف الجوي للأرض بالقرب من الأفق.
لعل أحد أسهل سمات السطح التي يمكن رؤيتها على المريخ هو الغطاء القطبي الشمالي وقد يشاهد أيضاً بقعاً داكنة هي وديان واسعة وبراكين قديمة على المريخ ونأمل ألا تضرب عاصفة غبارية شاملة المريخ خلال هذه الفترة مما يحجب كل تضاريس سطحه فهذا أمر ممكن الحدوث.
إضافة إلى الكواكب والقمر وجميع النجوم الشتوية فان شهر يناير يضم واحدة من أفضل زخات الشهب السنوية وهي شهب الرباعيات والتي تبلغ ذروتها في 3-4 يناير وسيكون هذا العام مثالي لرصدها حيث لن يؤثر ضوء عليها ضوء القمر لذلك ستكون الفرصة مهيأة لرؤية من عشرة إلى عشرين شهاب في الساعة وربما أكثر من ذلك بكثير .