أعلن رؤساء عدد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى الخميس، رفضهم المشاركة في “المناطق الآمنة” في غزة التي أعلنت من قبل طرف واحد من أطراف الصراع.
وقالوا في بيان مشترك “باعتبارنا القادة في مجال تقديم المساعدة الإنسانية، فإن موقفنا واضح: لن نشارك في إقامة أي ‘مناطق آمنة’ يجري إنشاؤها في غزة دون موافقة الأطراف كافة عليها”.
خسائر كبيرة في الأرواح ونزوح 1,6 مليون شخص
وبحسب البيان فإنه “في ظل الظروف السائدة، تنطوي المقترحات التي ترمي إلى إقامة ‘مناطق آمنة’ على خطر إلحاق الأذى بالمدنيين، بما يشمله ذلك من وقوع خسائر كبيرة في الأرواح، ويجب رفضها”.
ووقع قرابة 12 من رؤساء وكالات اممية من بينها مفوضية الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية ومكتب تنسيق الشؤون الانسانية وغيرها.
وأكد البيان “لقد تسببت الأعمال القتالية الضارية وتدمير البنية التحتية المدنية على نطاق واسع في التهجير الجماعي الذي طال المدنيين” وأدت إلى نزوح 1,6 مليون شخص.
لا مكان آمن في القطاع
وانتقدت الأمم المتحدة دعوات إسرائيل للمدنيين في غزة الى التوجه إلى ما يسمى ب “مناطق آمنة” في الجنوب، محذرة أن لا مكان آمنًا في القطاع.
وأكدت “لم يشارك أي من المنظمات الإنسانية التي نمثّلها في التحضير لوصول المهجرين إلى أي ‘منطقة آمنة’ – أو ‘منطقة إنسانية’- مرتقبة في غزة”.
في 7 تشرين الأول/أكتوبر، نفّذت حماس هجوما على إسرائيل أدى الى مقتل زهاء 1200 شخص في إسرائيل معظمهم من المدنيين وغالبيتهم قضوا في اليوم الأول من الهجوم، بحسب السلطات الإسرائيلية. كما تعرض حوالى 240 شخصا بينهم أجانب، للاختطاف من إسرائيل ونقلوا الى قطاع غزة، بحسب المصدر ذاته.
وردّاً على ذلك، توعدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس التي تصنّفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “إرهابية”. ومذاك تقصف إسرائيل قطاع غزة بلا هوادة وتفرض عليه “حصارا كاملا”، وبدأت عمليات برية اعتبارا من 27 تشرين الأول/أكتوبر. وأدى القصف الى مقتل أكثر من 11500 شخص، بحسب حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
أكد البيان أنه “دون إتاحة الظروف المناسبة، يمكن أن ينطوي تجميع المدنيين في هذه المناطق في سياق الأعمال القتالية الدائرة على خطر تعرُّضهم للهجوم وإيقاع المزيد من الأذى بهم”.
وبحسب الموقعين فإنه “لا ‘منطقة آمنة’ تحظى بالأمان حقًا عندما يجري الإعلان عنها من جانب واحد أو تُفرض من خلال وجود القوات المسلحة”.
وأكد البيان أن أي حديث حول المناطق الآمنة “لا يجب أن يحيد (..) عن الالتزام الذي يملي على الأطراف أن تتوخى العناية الدائمة للحفاظ على حياة المدنيين – أينما كانوا – والوفاء باحتياجاتهم الأساسية”.
وأضافوا “ينبغي أن يتمكن السكان المدنيون في غزة من الحصول على الضرورات الأساسية التي تبقيهم على قيد الحياة، بما فيها الغذاء والمياه والمأوى ومقتضيات النظافة الصحية، والصحة، والمساعدات والأمان”.
المصادر الإضافية • أ ف ب