أصيب أكثر من 130 فلسطينيًا في محافظة طوباس بالضفة الغربية المحتلة، خلال عملية عسكرية إسرائيلية مستمرة منذ الأربعاء الماضي، وفقًا لمصادر طبية. وتأتي هذه الأحداث في سياق تصعيد متزايد للعنف في المنطقة، مما يثير قلقًا دوليًا بشأن الوضع الإنساني والأمني في الأراضي الفلسطينية. وتعد الضفة الغربية مسرحًا متكررًا للمواجهات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين.
وتتركز العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة طوباس والبلدات المحيطة بها، وتشمل عمليات دهم واسعة للمنازل وتفتيشها، بالإضافة إلى اعتقالات. وقد أدى ذلك إلى وقوع إصابات متفاوتة بين الفلسطينيين، تتراوح بين الجروح الطفيفة وإصابات خطيرة، كما أفاد مدير الإسعاف والطوارئ في طوباس. وتشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي حول بعض المنازل إلى معسكرات عسكرية مؤقتة.
تطورات الأوضاع في الضفة الغربية
بدأت العملية العسكرية في طوباس بعد أيام من حادثة أعدم فيها الجيش الإسرائيلي شابين فلسطينيين في جنين، مما أثار إدانات واسعة النطاق. وتزعم السلطات الإسرائيلية أن هذه العمليات تهدف إلى القضاء على “المخربين” والمحافظة على أمن مستوطناتها في الضفة الغربية. وتشمل عمليات الاعتقال أيضًا تلك المتعلقة بفلسطينيين مطلوبين للقوات الإسرائيلية.
الإصابات والاعتقالات
ذكر نادي الأسير الفلسطيني أن القوات الإسرائيلية اعتقلت 162 فلسطينيًا من طوباس خلال العملية العسكرية، وأطلقت سراح معظمهم بعد التحقيق. وأبلغت المصادر الطبية عن نقل 66 مصابًا إلى المستشفيات، بينما تلقى الباقون العلاج في الميدان. ويشهد قطاع الصحة في الضفة الغربية ضغوطًا متزايدة نتيجة لهذه الأحداث المتصاعدة.
بالإضافة إلى الإصابات والاعتقالات، أفادت تقارير عن تسبب القوات الإسرائيلية في أضرار واسعة للممتلكات الخاصة والعامة في طوباس. وتضمنت هذه الأضرار تخريب المنازل وتحطيم محتوياتها، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية الصعبة للفلسطينيين في المنطقة.
السياق الأوسع للتصعيد
تأتي هذه الأحداث في ظل تصعيد إسرائيلي مستمر في الضفة الغربية منذ عامين، والذي تخلله عمليات عسكرية متكررة، وتوسع في بناء المستوطنات، واعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم. ووفقًا للإحصائيات الفلسطينية، فقد أدى هذا التصعيد إلى استشهاد أكثر من 1085 فلسطينيًا وإصابة حوالي 11 ألفًا آخرين، بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 20500 شخص منذ بدء الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023. وتعتبر المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية بموجب القانون الدولي.
ويرى مراقبون أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية قد تتجاوز مجرد استهداف “المخربين”، وقد تهدف إلى توسيع الاستيطان والضغط على الفلسطينيين لتهجيرهم من مناطقهم. كما يشيرون إلى أن هذه السياسات تزيد من تعقيد عملية السلام وتهدد بإشعال صراع أوسع نطاقًا. وتتسبب هذه الممارسات في تقويض الجهود المبذولة لتحقيق حل الدولتين.
في غضون ذلك، لا تزال الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة كارثية، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء والكهرباء. وتواصل المنظمات الدولية تحذيرها من خطر المجاعة التي تهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني في القطاع. ويتطلب الوضع الفوري تدخلًا إنسانيًا عاجلاً لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة.
تعتبر قضية الأراضي الفلسطينية المحتلة من القضايا المعلقة التي تتطلب حلاً عادلاً وشاملاً، يضمن حقوق الفلسطينيين في تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة ذات سيادة. وتشكل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية عائقًا رئيسيًا أمام تحقيق هذا الهدف.
من المتوقع أن يستمر الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية في الضفة الغربية في الأيام والأسابيع القادمة، وسط تحذيرات من المزيد من التصعيد والعنف. وسيتابع المجتمع الدولي عن كثب تطورات الأوضاع في المنطقة، مع التركيز على حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إليهم. يجب الانتباه إلى أي تغييرات في سياسة الحكومة الإسرائيلية أو ردود أفعال الفصائل الفلسطينية، والتي قد تؤثر على مسار الأحداث.













