تصدر مطار إسطنبول قائمة أكثر المطارات ازدحامًا في أوروبا، مسجلاً متوسط 1444 رحلة يوميًا خلال الفترة من 8 إلى 14 ديسمبر 2025. هذا الإنجاز يعزز مكانة مطار إسطنبول كمركز طيران رئيسي في القارة، ويأتي في ظل نمو مستمر في حركة المسافرين والشحن الجوي. ويشير هذا التصنيف إلى كفاءة المطار وقدرته على التعامل مع حجم كبير من الرحلات.
مطار إسطنبول يتصدر أوروبا.. وأرقام مثيرة
أظهر “تقرير الطيران الأوروبي” الصادر عن منظمة السلامة الجوية الأوروبية تفوق مطار إسطنبول على منافسيه الأوروبيين. فقد حل مطار لندن هيثرو في المرتبة الثانية بـ 1308 رحلة يوميًا، بينما جاء مطار باريس شارل ديغول في المركز الثالث بـ 1285 رحلة، ومطار أمستردام في المركز الرابع بـ 1260 رحلة. هذه الأرقام تعكس التنافس الشديد بين المطارات الأوروبية الكبرى لجذب المزيد من الرحلات الجوية.
يُذكر أن مطار صبيحة كوكشن الدولي في إسطنبول احتل أيضًا مكانًا بارزًا في التصنيف، حيث جاء في المرتبة العاشرة أوروبيًا بمتوسط 751 رحلة يوميًا. هذا يدل على أن إسطنبول بشكل عام أصبحت نقطة عبور مهمة في حركة الطيران الدولية.
إنجازات عالمية لمطار إسطنبول
لم يقتصر تفوق مطار إسطنبول على أوروبا فحسب، بل حقق أيضًا إنجازات على المستوى العالمي هذا العام. فقد حصل على لقب “أكثر مطار صديق للعائلة في العالم” لعام 2025 من قبل منظمة “سكاي تراكس” البريطانية المتخصصة في تقييم المطارات وشركات الطيران. يعكس هذا اللقب التزام المطار بتوفير خدمات ومرافق تلبي احتياجات المسافرين من العائلات.
بالإضافة إلى ذلك، صنف مطار إسطنبول كثاني أكثر المطارات اتصالاً في العالم من حيث الربط الجوي مع المطارات الأخرى، وفقًا لتقارير شركة “أو إيه جي” البريطانية لتحليل بيانات الطيران. هذا التصنيف يؤكد أهمية المطار كمركز رئيسي لشركات الطيران التي تسعى إلى توسيع شبكاتها العالمية. وتعتبر هذه الشبكة الواسعة من الروابط الجوية ميزة تنافسية كبيرة للمطار.
أسباب تصدر مطار إسطنبول
يعزى تصدر مطار إسطنبول إلى عدة عوامل، منها موقعه الاستراتيجي الذي يربط بين أوروبا وآسيا، بالإضافة إلى الاستثمارات الكبيرة التي شهدها المطار في السنوات الأخيرة. وقد ساهمت هذه الاستثمارات في زيادة قدرة المطار الاستيعابية وتحسين مستوى الخدمات المقدمة. كما أن سياسات الحكومة التركية الداعمة لقطاع الطيران لعبت دورًا مهمًا في هذا النجاح.
علاوة على ذلك، شهدت تركيا نموًا ملحوظًا في قطاع السياحة، مما أدى إلى زيادة الطلب على الرحلات الجوية عبر مطار إسطنبول. وقد استثمر المطار أيضًا في تطوير البنية التحتية الخاصة بالشحن الجوي، مما ساهم في زيادة حجم البضائع التي يتم نقلها عبر المطار. وتشير البيانات إلى أن حركة الشحن الجوي في المطار قد زادت بنسبة كبيرة خلال العام الجاري.
من الجدير بالذكر أن جائحة كوفيد-19 أثرت بشكل كبير على قطاع الطيران العالمي، ولكن مطار إسطنبول تمكن من التعافي بسرعة والتكيف مع الظروف الجديدة. وقد اعتمد المطار على تطبيق إجراءات صحية صارمة لضمان سلامة المسافرين والموظفين، بالإضافة إلى تقديم خدمات مرنة لتلبية احتياجات شركات الطيران والمسافرين. وتعتبر هذه المرونة والقدرة على التكيف من العوامل التي ساهمت في نجاح المطار.
في الختام، من المتوقع أن يستمر مطار إسطنبول في النمو والتطور في السنوات القادمة، وأن يعزز مكانته كمركز طيران عالمي رئيسي. وستعتمد قدرة المطار على الحفاظ على هذا النجاح على استمراره في الاستثمار في البنية التحتية وتحسين مستوى الخدمات، بالإضافة إلى التكيف مع التغيرات في قطاع الطيران العالمي. وستكون التحديات المستقبلية، مثل ارتفاع أسعار الوقود والتقلبات الاقتصادية، من العوامل التي يجب على المطار مراقبتها والتعامل معها بحذر.













