في عالم تتسارع فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويزداد الجدل حول استبدال المهن البشرية بالآلات، أكد مؤسس (مايكروسوفت) بيل غيتس أن مهنة البرمجة ستظل عصيّة على الأتمتة حتى بعد مرور 100 عام. وقال في مقابلة إذاعية مع محطة (فرانس إنتر): «إن البرمجة تمتلك قوة في مقاومة الأتمتة، وإن أي آلة لن تستطيع تقليد المبرمج البشري».
وتشير بيانات مؤسسة (إيفانز داتا) المتخصصة في أبحاث البرمجيات، إلى أن عدد المبرمجين في العالم بلغ 28.7 مليون حتى 2024م، وسط توقعات بارتفاع العدد إلى 45 مليون بحلول 2030م. كما أوضح تقرير لشركة (غارتنر) أن قيمة صناعة البرمجيات عالمياً تجاوزت 660 مليار دولار في 2023م، مع توقعات بتخطيها حاجز التريليون دولار بحلول 2030م، فيما تسجل وظائف البرمجة معدل نمو يقارب 22% سنوياً؛ وهو الأعلى مقارنة بالقطاعات التقنية الأخرى.
وتشير تقارير سوق العمل العالمية إلى أن وظيفة مطور البرمجيات تمثل أكثر من نصف العاملين في المجال حول العالم، إذ يقع على عاتقهم بناء التطبيقات والمنصات التي يعتمد عليها المستخدمون في حياتهم اليومية. كما يبرز دور مهندسي الذكاء الاصطناعي الذين يتولون تصميم الخوارزميات وتدريب النماذج وضمان عملها ضمن معايير دقيقة. وفي مجال تحليل البيانات، يوضح مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن الطلب على المحللين والمبرمجين الإحصائيين ينمو بمعدل 25% سنوياً، إذ يقومون بتحويل الكم الهائل من البيانات إلى رؤى عملية تدعم القرارات الاقتصادية والسياسية. أما الأمن السيبراني فيشير تقرير (سايبر سيكيوريتي فنتشرز) إلى أن حجمه سيتجاوز 250 مليار دولار في 2025م، وهو ما يجعل مطوري أنظمة الحماية طرفاً رئيسياً في مواجهة الهجمات المتطورة والمتزايدة. وفي صناعة الألعاب الرقمية؛ التي تتخطى قيمتها 300 مليار دولار وفق بيانات شركة (أكسنتشر) العالمية، يظهر المبرمجون كقوة إبداعية تمزج بين الفن والتقنية وتضع لمسة إنسانية يصعب تقليدها.
وفي السياق المحلي، تؤكد تقارير وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، أن سوق التقنية في السعودية تجاوز 21 مليار دولار في 2023م، مع نمو سنوي يفوق 8%، كما تشير بيانات الهيئة العامة للإحصاء إلى أن أكثر من 200 ألف وظيفة تقنية سيتم توفيرها حتى 2030م، ضمن مبادرات رؤية المملكة، ويأتي المبرمجون ومهندسو البرمجيات في صدارة هذه الوظائف المطلوبة. هذه الأرقام تبرهن أن تصريحات بيل غيتس ليست مجرد توقعات عالمية، بل واقع ينسجم مع التحولات السعودية التي تضع التقنية والبرمجة في قلب خططها التنموية.
أخبار ذات صلة