نظم نادي الصقور السعودي، يوم الثلاثاء الماضي، ستة أشواط مخصصة لفئة الملاك ضمن منافسات الملواح، وذلك في مدينة الخبر بالقرب من شاطئ نصف القمر. وقد شارك في هذه الأشواط أكثر من 308 صقر، في إطار فعاليات كأس نادي الصقور السعودي 2025 الذي يشهد إقبالاً لافتاً. تأتي هذه الفعاليات بالشراكة مع إمارة المنطقة الشرقية، بهدف تعزيز التراث السعودي المرتبط بالصقور.
تتواصل منافسات الكأس حتى 30 نوفمبر الجاري، وتتضمن جوائز إجمالية تتجاوز 10 ملايين ريال تُوزَّع على المتسابقين الفائزين في 48 شوطًا. هذه الأشواط مُصمَّمة لتلبية اهتمامات مختلف الفئات، بما في ذلك الهواة والمحترفين والملاك والنخبة، مما يجعلها حدثًا شاملاً لعشاق هذه الرياضة التراثية.
منافسات ملواح كأس نادي الصقور السعودي 2025 تشهد إثارة وتنافسًا
شهدت أشواط فئة الملاك التي أُقيمت يوم الثلاثاء تنافسًا قويًا بين الصقارين، حيث سعى كل منهم إلى إبراز مهارات صقوره وتحقيق الفوز. تُعد منافسات الملواح من أبرز فعاليات كأس نادي الصقور، لما تحظى به من شعبية كبيرة وأهمية في تاريخ هذه الرياضة.
نتائج الأشواط الستة
تصدر فهد بن سلطان بن نفل المري نتائج شوط مثلوث جير فرخ (ملاك) بفوزه بصقره “الشبلة” بزمن قدره 15.133 ثانية. وفي شوط مثلوث جير قرناس (ملاك)، حقق فهد بن سعود بن محمد الأزمع أبو ثنين الفوز بصقره “خطير” مسجلاً زمنًا قدره 13.854 ثانية.
كما استطاع فهد بن سلطان بن نفل المري أن يحقق الفوز مرة أخرى في شوط جير بيور فرخ (ملاك) بصقره “العودي”، بزمن 14.350 ثانية. بينما فاز عبدالله محمد عبدالله العجمي بشوط جير بيور قرناس (ملاك) بصقره “المحامي”، بزمن 14.301 ثانية.
أما في شوط حر فرخ (ملاك)، فقد حصل فارس عبدالله مدعث الدوسري على المركز الأول بصقره “هتاش” بزمن 16.534 ثانية. وأخيرًا، حقق راشد عبدالعزيز محمد الدعيج الفوز في شوط حر قرناس (ملاك) بصقره “نبهان”، مسجلاً زمنًا قدره 16.586 ثانية.
أهمية رياضة الصيد بالصقور والتراث السعودي
تحظى رياضة الصيد بالصقور بمكانة خاصة في التراث العربي والسعودي على وجه الخصوص. تُعد هذه الرياضة جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للمنطقة، وتُمارَس على مر الأجيال. وتسعى الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية إلى الحفاظ على هذا التراث وتعزيزه من خلال تنظيم فعاليات مثل كأس نادي الصقور السعودي.
تسهم هذه الفعاليات في دعم مربي الصقور والصقارين، وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم والحفاظ على سلالات الصقور الأصيلة. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تلعب دورًا هامًا في جذب السياح والمهتمين بالتراث والثقافة السعودية، مما يعزز الاقتصاد الوطني. ويكتسب الصيد بالصقور شعبية متزايدة كرياضة تنافسية حديثة.
لم يقتصر برنامج الفعاليات على المنافسات الرياضية فحسب، بل تضمن أيضًا العديد من الأنشطة الترفيهية والثقافية التي تهدف إلى تعريف الزوار بتاريخ هذه الرياضة وتقاليدها. فتضمن ذلك متحف شلايل الذي يعرض مجموعة متنوعة من الشلايل التقليدية، ومنطقة صقار المستقبل المصممة خصيصًا للأطفال، وجناح أسلحة الصيد الذي يقام لأول مرة خارج الرياض. بالإضافة إلى منطقة مخصصة للتراث والحرف اليدوية التي تعرض منتجات محلية فريدة من نوعها.
إن تنظيم كأس نادي الصقور السعودي 2025 في مدينة الخبر يمثل خطوة مهمة نحو تطوير رياضة الصقور في المنطقة الشرقية. ويساهم في تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كوجهة عالمية لرياضة الصقور والتراث.
من المرجح أن تستمر منافسات الكأس بتصاعد الإثارة والتنافس، مع توقعات بمشاركة أكبر من الصقارين والملاك في الأشواط المتبقية. وينتظر المراقبون نتائج الفعاليات الأخرى المصاحبة للكأس، مثل المعارض والمؤتمرات التي تهدف إلى تبادل الخبرات والمعلومات حول رياضة الصقور.
ويركز القائمون على الفعاليات أيضاً على تطبيق معايير الرفق بالحيوان والحفاظ على البيئة، مما يعكس التزام المملكة العربية السعودية بالاستدامة والتنمية المستدامة. يُعد التوازن بين الحفاظ على التراث وتعزيز السياحة والالتزام بالمسؤولية البيئية من العوامل التي تساهم في نجاح هذا الحدث. ويشكل تطوير رياضات الصقور جزءًا من رؤية المملكة 2030 لتعزيز التراث الوطني.













