اختتمت دورة الألعاب البارالمبية الآسيوية الخامسة للشباب في دبي، الإمارات العربية المتحدة، محققةً المملكة العربية السعودية إنجازًا تاريخيًا في الألعاب البارالمبية الآسيوية. شارك في الدورة ما يقارب 1500 رياضيًا ورياضية من 35 دولة آسيوية على مدار أربعة أيام، بينما حققت السعودية 42 ميدالية (11 ذهبية، 18 فضية، 13 برونزية) لتصعد إلى المركز الحادي عشر في الترتيب العام.
جاء هذا الإنجاز بعد منافسات حادة شهدتها مدينة دبي، حيث قدم الرياضيون السعوديون أداءً متميزًا في مختلف الألعاب. وتعد هذه المشاركة الأفضل للمملكة في تاريخ دورات الألعاب البارالمبية الآسيوية للشباب منذ انطلاقها عام 2013، متجاوزةً النتائج السابقة في كوالالمبور (2013)، ودبي (2017)، والبحرين (2021).
إنجاز تاريخي للمملكة في الألعاب البارالمبية الآسيوية
حقق فريق السعودية البارالمبي رقمًا قياسيًا جديدًا من حيث عدد الميداليات الذهبية والإجمالي العام للميداليات. يأتي هذا النجاح نتيجة للدعم المتزايد الذي تحظى به الرياضة البارالمبية في المملكة، والاستثمار في تطوير قدرات الرياضيين.
تألق البوتشيا وألعاب القوى
شهد اليوم الختامي للدورة تألقًا لافتًا للاعبي البوتشيا السعوديين، حيث حصدوا ميداليتين ذهبيتين. فاز عبدالعزيز الزهراني بالميدالية الذهبية في فئة (BC1) بعد تغلبه على نظيره الكازاخستاني بنتيجة 5-2، بينما أضاف سعود السويد الميدالية الذهبية الثانية في فئة (BC2) بفوزه على لاعب أوزبكستان بنتيجة 6-1.
بالتوازي مع ذلك، واصل لاعبو ألعاب القوى حصد الميداليات، حيث حقق فيصل الدوسري الميدالية الذهبية في سباق 1500 متر (T20)، وحصل عبدالمجيد الغفيري على الميدالية الفضية في نفس السباق. كما حقق البراء القرني الميدالية الفضية في سباق 1500 متر (T54)، وفاز فيصل المرزوق ببرونزية رمي الرمح (F46)، وحمد مبقوم ببرونزية سباق 100 متر (T12)، ويحيى خبراني ببرونزية سباق 200 متر (T12).
مشاركة واسعة وتوزيع الميداليات
شارك في تحقيق هذا الإنجاز 22 لاعبًا ولاعبة سعوديين، حيث سيطر فريق ألعاب القوى على أغلب الميداليات بإجمالي 23 ميدالية. يلي ذلك فريق السباحة بـ 14 ميدالية، وفريق البوتشيا بذهبيتين، وفريق رفع الأثقال بفضيتين، وفريق كرة الطاولة ببرونزية واحدة.
هذا التوزيع يعكس التطور الملحوظ في مختلف الألعاب البارالمبية في المملكة، والجهود المبذولة لتوسيع قاعدة المشاركة الرياضية.
دعم وتطوير الرياضة البارالمبية
أكدت وزارة الرياضة السعودية على أهمية دعم الرياضيين ذوي الإعاقة وتوفير كافة الإمكانيات اللازمة لهم لتحقيق الإنجازات. وذكرت الوزارة، وفقًا لبيان صحفي، أن هذا الإنجاز يعكس رؤية المملكة في تمكين الشباب وتطوير الحركة الرياضية بشكل عام.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن هناك خططًا مستقبلية لزيادة الاستثمار في البنية التحتية الرياضية المخصصة لذوي الإعاقة، وتطوير برامج تدريبية متخصصة.
هذا النجاح في الألعاب البارالمبية الآسيوية يمثل دفعة قوية للرياضة السعودية بشكل عام، ويعزز من مكانة المملكة كوجهة رياضية رائدة.
ومع ذلك، لا يزال هناك تحديات تواجه الرياضة البارالمبية، مثل نقص الموارد المالية، والحاجة إلى زيادة الوعي بأهمية دعم الرياضيين ذوي الإعاقة.
من المتوقع أن تعلن وزارة الرياضة عن تفاصيل خططها المستقبلية لتطوير الرياضة البارالمبية في المملكة خلال الأشهر القادمة. وستركز هذه الخطط على زيادة الاستثمار في البنية التحتية، وتطوير برامج التدريب، وتوسيع قاعدة المشاركة الرياضية.
يبقى متابعة أداء الرياضيين السعوديين في المحافل الدولية، وتقييم فعالية البرامج التدريبية، من الأمور الهامة التي يجب التركيز عليها في الفترة القادمة.












