الشارقة ـ هناء السيد
استقبل مركز ناشئة الشارقة، التابع لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، أعضاء وعضوات البرلمان العربي للطفل، في أولى محطات أعمالهم ضمن أعمال الجلسة الثانية من الدورة البرلمانية الرابعة، وذلك بتنفيذ باقة من البرامج التعليمية والتطبيقية المتنوعة التي جمعت بين الفنون والمهارات التقنية والمهنية، وهدفت إلى صقل مهاراتهم وبناء قدراتهم في بيئة تعليمية متقدمة.
واعرب أيمن عثمان الباروت، الأمين العام للبرلمان العربي للطفل في تصريحات خاصه لـ «الأنباء» خلال جوله بالمركز، عن اعتزازه بالتعاون النوعي مع مؤسسة ربع قرن، مؤكدا أن هذه البرامج تمثل انطلاقة قوية في لقائهم على أرض الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة ضمن أعمال الجلسة الثانية للدورة الرابعة من البرلمان، وتترجم بوضوح رؤية الشارقة في تمكين الطفل العربي من خلال أدوات التعلم والابتكار والإبداع.
وقال الباروت: ما شهدناه في مركز ناشئة الشارقة من تنظيم وبرامج نوعية يعبر عن رؤية قيادية تستثمر في الطفولة، وتمنح أبناءنا وبناتنا البرلمانيين الفرصة لاكتساب مهارات متقدمة سترافقهم في مسيرتهم المستقبلية. إن الشراكة بين البرلمان العربي للطفل ومؤسسة ربع قرن تثمر اليوم برامج واقعية تبني العقول وتحفز الطاقات في بيئة تفاعلية ملهمة.
وفي مشهد تفاعلي مفعم بالإبداع، استقبل مركز ناشئة الشارقة، التابع لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، أعضاء وعضوات البرلمان العربي للطفل، في أولى محطات أعمالهم ضمن أعمال الجلسة الثانية من الدورة البرلمانية الرابعة، وذلك بتنفيذ باقة من البرامج التعليمية والتطبيقية المتنوعة التي جمعت بين الفنون والمهارات التقنية والمهنية، وهدفت إلى صقل مهاراتهم وبناء قدراتهم في بيئة تعليمية متقدمة.
وتأتي هذه الاستضافة ضمن سلسلة من الفعاليات التي ينظمها البرلمان العربي للطفل في إمارة الشارقة لأعضاء البرلمان العربي للطفل، في سياق رؤيتها المتكاملة التي أرساها صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم الطفولة العربية وصناعة أجيال واعية ومؤثرة، مؤهلة لصياغة مستقبلها بعلم ووعي ومسؤولية.
وشملت هذه البرامج مجموعة متكاملة من الورش التخصصية التي توزعت على عدة مسارات، كان أبرزها محور «استوديو الناشئة»، الذي احتوى على برنامج «الرسوم المتحركة»، حيث خاض المشاركون سلسلة من الورش التي تعرفوا فيها على أهمية التغذية البصرية وأساسيات الرسم، إلى جانب تعلم استخدام برنامج «بروكرييت» وإنتاج مشاهد أنيميشن بطريقة احترافية، ما عزز قدراتهم الفنية وربطهم بالتقنيات الرقمية الحديثة.
أما ورشة «عالم مصغر» فقد فتحت أمام الأطفال البرلمانيين آفاق التصوير الفوتوغرافي، حيث تلقوا تدريبا على مهارات التقاط الصور، والتحكم بالإضاءة والزوايا، والتعبير البصري باستخدام الكاميرا، إلى جانب تعزيز الإبداع والخيال لديهم في إنتاج صور تعبر عن رؤيتهم الخاصة للجمال واللحظة.
وفي مسار الكتابة الإبداعية، خاض البرلمانيون تجربة «كتابة القصة القصيرة» ضمن برنامج «المتحدث»، حيث تعلموا كيفية التعبير عن أفكارهم وتجاربهم بأسلوب أدبي جذاب، مع التدريب على تقنيات التكثيف والاختزال وصياغة السيناريو، مما أتاح لهم فرصة الدخول إلى عالم التأليف والكتابة بوعي واحتراف.
وفي المجال الفني، شهدت الورش الفنية تنوعا ثريا، كان من أبرزها ورشة «التشكيل بالفخار»، التي أتاحت للمشاركين ممارسة أحد الفنون التشكيلية المهمة والمكملة لفن الخط العربي، حيث تعلموا تشكيل الفخار بأساليب إبداعية يمكن تطبيقها على لوحات أو مجسمات، ما أضفى بعدا جماليا جديدا على مهاراتهم الحرفية.
كما شارك الأطفال في تنفيذ مجسمات هندسية عبر ورشة «الماكيت المعماري»، حيث صمموا نماذج ثلاثية الأبعاد لمبان واقعية باستخدام رقائق الخشب، ما مكنهم من التفاعل مع مفاهيم التصميم والبناء، وربط الخيال بالواقع العمراني، وغرس لديهم مهارات التفكير الهندسي والتخطيط المكاني.
أما في مجال العلوم والتكنولوجيا، فقد خاض البرلمانيون تجربة تكنولوجية فريدة من نوعها ضمن ورشة «روبوتات LEGO»، التي ركزت على تعريفهم بكيفية تصميم وبناء الروبوتات، والتعامل معها بشكل عملي، مما نمى مهاراتهم في البرمجة، وربطهم بعالم التقنية الحديثة والتفكير المنطقي.
وفي الجانب المهني، تلقى الأطفال تدريبا عمليا في ورشة «ميكانيكا السيارات»، التي عرفتهم على مهارات الصيانة المنزلية، من أعمال السباكة والنجارة إلى التصليحات الفنية، ضمن إطار تدريبي يربطهم بالمهارات الحياتية اليومية التي تعزز من استقلاليتهم وقدرتهم على التعامل مع التحديات البسيطة في محيطهم اليومي.
وقد تفاعل أعضاء البرلمان العربي للطفل بشكل كبير مع هذه الورش، وأبدوا حماسة لافتة واستعدادا لتعلم كل جديد، حيث شكلت هذه الفعاليات أرضية خصبة لاكتشاف الذات وتوسيع الآفاق المعرفية، بما يعكس النهج المتقدم الذي تتبناه مؤسسة ربع قرن ومركز ناشئة الشارقة في رعاية الأطفال والناشئة.