بدأت منظمة اليونسكو اجتماعاتها في الهند لتقييم الممارسات والتقاليد المرشحة لإدراجها ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، حيث يتنافس البشت الخليجي، وطبق الكشري المصري، والشعر اليمني، إلى جانب العديد من العادات العالمية الأخرى، للحصول على اعتراف دولي بأهميتها الثقافية. وتأتي هذه المداولات في إطار جهود المنظمة للحفاظ على التنوع الثقافي وتعزيزه حول العالم.
يشارك في هذه الدورة 20 للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، والتي تعقد في نيودلهي، خبراء من مختلف الدول لتقييم 66 ترشيحًا من جميع أنحاء العالم. وتشمل هذه الترشيحات فن اليودل السويسري، والمطبخ الإيطالي، وثقافة حمامات السباحة في آيسلندا، بالإضافة إلى مهرجان ديوالي الهندي الشهير.
التراث الثقافي غير المادي: رحلة عبر الأجيال
لكي يتم إدراج ممارسة أو حرفة في قائمة التراث الثقافي غير المادي، يجب أن تكون قد انتقلت من جيل إلى جيل، وأن يتم الحفاظ عليها من قبل مجتمع معين، وأن تمثل جزءًا حيويًا من هويته الثقافية. هذه المعايير تضمن أن التراث المعترف به ليس مجرد بقايا من الماضي، بل هو عنصر نشط ومستمر في حياة الناس.
وأكد كريستوف وولف، نائب رئيس اللجنة الألمانية لليونسكو، أن التراث الثقافي غير المادي يمثل المشاركة الثقافية والتنوع والحيوية. وأضاف أن الاعتراف بهذا التراث يساعد على تعزيز الشعور بالفخر والهوية لدى المجتمعات المحلية.
عملية التقييم والترشيحات
تتضمن عملية التقييم فحصًا دقيقًا للترشيحات من قبل خبراء اليونسكو، الذين يدرسون مدى استيفاء كل ترشيح للمعايير المطلوبة. وتشمل هذه المعايير الأصالة، والتمثيل، والقيمة الثقافية، وأهمية الممارسة أو الحرفة للمجتمع المعني.
بالإضافة إلى الترشيحات المذكورة أعلاه، تشمل قائمة المرشحين تقليد العرائس الخشبية “رود ماريونيت” في بروكسل، ومهرجان جيفاتا، وهو مهرجان رأس السنة الجديدة الذي يحتفل به شعب ولايتا في إثيوبيا. هذه التنوع في الترشيحات يعكس الثراء والتنوع الثقافي للعالم.
قوائم اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي
تقوم اليونسكو بإدارة ثلاث قوائم رئيسية للتراث الثقافي غير المادي. القائمة الأولى هي قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على الممارسات والحرف التي تواجه خطر الاندثار. القائمة الثانية هي القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، والتي تعترف بالممارسات والحرف التي تعتبر ذات أهمية عالمية. أما القائمة الثالثة فهي سجل ممارسات الصون الجيدة، والتي تسجل المبادرات الناجحة للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي.
هذا العام، سيقوم الخبراء بتقييم 11 ترشيحًا لقائمة التراث الذي يحتاج إلى صون عاجل، و54 ترشيحًا للقائمة التمثيلية، بالإضافة إلى اقتراح واحد لسجل ممارسات الصون الجيدة.
من المتوقع أن تعلن اليونسكو عن نتائج التقييم في نهاية الأسبوع الجاري. وستحدد النتائج الممارسات والحرف التي سيتم إدراجها رسميًا في قوائم التراث الثقافي غير المادي. التراث الثقافي غير المادي هو عنصر أساسي في الهوية الثقافية للمجتمعات، والحفاظ عليه يمثل تحديًا مستمرًا يتطلب تعاونًا دوليًا وجهودًا محلية.
وستراقب الأوساط الثقافية عن كثب نتائج هذه الدورة، خاصة فيما يتعلق بفرص إدراج العناصر العربية مثل البشت والكشري والشعر اليمني، والتي تمثل جزءًا هامًا من التراث العربي. كما ستتابع تطورات عملية الصون والتسجيل للممارسات الثقافية الأخرى التي تم ترشيحها.













