- ما يحدث في غزة انتهاك للقرارات الدولية والقانون الدولي الإنساني ويعرّض القطاع إلى كارثة إنسانية وبيئية جسيمة
دارين العلي
أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية عبدالعزيز الجارالله إيمان الكويت وسعيها لتخفيف وطأة الإنسان على البيئة، سواء أثناء الحروب والنزاعات أو أوقات السلم، داعيا المجتمع الدولي إلى إدانة ومحاسبة أي جهة تخل بالمواثيق الدولية في الحفاظ على البيئة واستدامتها.
جاء ذلك في كلمة ألقاها ممثلا عن وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله برعاية فعالية بمناسبة اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات العسكري بعنوان «تداعيات الألغام على البيئة» والتي نظمتها الجمعية الكويتية لحماية البيئة ومؤسسة البترول الكويتية متمثلة بشركة نفط الكويت وبمشاركة وزارة الدفاع والحرس الوطني.
وقال ان الاحتفاء بهذا اليوم هو بمنزلة تذكير سنوي بالتزام المجتمع الدولي بحماية البيئة باعتبارها ركيزة اساسية للسلام والتنمية المستدامة والمساهمة في زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، مؤكدا على دعم الكويت للتصدي لتحديات البيئة ودورها الأساسي في الوفاء بمسؤولياتها تجاه الحفاظ على البيئة على المستوى الوطني والدولي وفق الإمكانات المتاحة.
واستذكر الدور المحوري الذي لعبته الكويت في تقديم قرار الجمعية العامة رقم 4/56 في عام 2001، والذي يبين أهمية البيئة بالنسبة للكويت وحرصها على تسليط الضوء على العواقب الوخيمة للنزاعات المسلحة على البيئة، كما ان اعتماد هذا القرار وبتوافق الآراء يعد خطوة مهمة اتخذتها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في الاعتراف بالبيئة باعتبارها ضحية.
واضاف: لقد سبق وعانت الكويت من استخدام البيئة كأداة حرب بعد حرق آبار النفط التي اشعلتها القوات النظام العراقي السابق قبل انسحابها من الأراضي الكويتية في عام 1991، مما تسبب بواحدة من أسوأ الكوارث البيئية التي هي من صنع الإنسان في القرن العشرين، لذلك فإن الكويت تعي تماما مخاطر هذه الانتهاكات.
وأعرب عن اسفه استمرار استخدام البيئة كأداة حرب في النزاعات المسلحة، مما يدعو الى ضرورة إيجاد حول رادعة لضمان الحماية والحفاظ للبيئة في النزاعات المسلحة.
وتحدث عن التعديات والانتهاكات الجسيمة من قبل إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال من جرائم في قطاع غزة لاسيما تلك التي تشكل انتهاكا للقرارات الدولية والقانون الدولي الإنساني، كاستهداف أرواح الآلاف من المدنيين العزل بمن فيهم من أطفال ونساء، واستنزاف الموارد الطبيعية الفلسطينية وتدمير للبيئة ومقومات الحياة بكل عناصرها، مما يعرض القطاع إلى كارثة انسانية وبيئية جسيمة.
وأكد إيمان الكويت بأن حماية البيئة مسؤولية تقع على عاتق الجميع وفي أوقات النزاع والحروب كما في أوقات السلم، وعلى أهمية النظر بجدية في تعزيز الجهود الدولية نحو تفعيل مبدأ المساءلة والمحاسبة لما يرتكب من جرائم بحق البيئة على اثر الحروب والنزاعات، معربا عن تطلعاته للمشاركة الفعالة في مؤتمر الأطراف بشأن التغير المناخي COP28 في مدينة دبي خلال نهاية الشهر الجاري، على امل أن يسهم المؤتمر في تعزيز التعاون الدولي في مسألة البيئة والمناخ.
بدورها، قالت رئيسة مجلس ادارة جمعية «حماية البيئة» د.وجدان العقاب، في كلمة مماثلة، ان فعالية هذا العام تأتي للاستفادة من التجربة الكويتية وتتسق مع مجريات الأحداث التي تشهدها المنطقة بما تتعرض له الأراضي الفلسطينية المحتلة وبخاصة قطاع غزة الذي «يلاقي أهوال الإبادة الجماعية والقهر والتهجير وغيره من الجرائم الانسانية».
وأكدت العقاب ضرورة توجيه تهمه الإبادة البيئية من قبل المحاكم الدولية للاحتلال الاسرائيلي على جرائمه في استهداف المنشآت الصناعية التي تلوث إمدادات المياه الجوفية والممرات الهوائية إضافة إلى القصف المتعمد لملاجئ الحياة البرية وغيرها من النظم البيئية.
ودعت الدول العربية إلى إحياء هذا اليوم لنشر ثقافة حماية البيئة والتوعية وإجراء تقييم للأثر البيئي للحروب والنزاعات التي تخلف وراءها تشوهات بيئية مستعصية تستمد على مدى أجيال، لافتة إلى أنها تحتاج إلى جهود كبيرة لتعافيها وإعادة تأهيلها.
وتخللت الفعالية تكريم شهداء الواجب الذين رفعوا الألغام في أرض الكويت والمصابين منها اضافة إلى تنظيم معرض «أحمد الجابر للنفط والغاز» بمشاركة وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والحرس الوطني وجمعية «حماية البيئة».
وشملت الفعالية تنظيم ورشة عمل حول «تداعيات الألغام على البيئة» لتسليط الضوء على تجربة الجيش الكويتي ووزارة الداخلية والحرس الوطني في التخلص والتعامل مع الألغام ومخلفات الغزو وتحديات العمل التي واجهتها مؤسسة البترول الكويتية في تلك الأثناء.