حذرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية من تحول الاشتباكات على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية إلى حرب أكثر تدميرا. ولفتت إلى أن القصف المتبادل على مدى الأسابيع الستة الماضية بين حزب الله وإسرائيل كان يقع في أغلب الأحيان ضمن نطاق 4 – 5 أميال من الحدود، وهي منطقة متعمدة لاحتواء العنف وتجنب حرب موسعة.
وبحسب الصحيفة، فإن الاشتباكات بدأت تأخذ منحنى أكثر ضراوة خلال الأيام القليلة الماضية، إذ شهد يوم السبت ضرب طائرات إسرائيلية مصنعا للألمنيوم في بلدة النبطية اللبنانية، على بعد 12 ميلاً شمال الحدود، وهو ما يتجاوز المنطقة التقليدية التي يعتبر فيها الجانبان إطلاق النار الانتقامي مقبولاً.
وتحدثت عن استخدام الجانبين أسلحة أكثر فتكاً، إذ تشن إسرائيل غارات بطائرات مقاتلة لضرب أهداف حزب الله، فيما يقوم الحزب بنشر طائرات بدون طيار وصواريخ من العيار الثقيل. وأعلن الحزب أنه أسقط طائرة إسرائيلية بدون طيار.
وذكرت الصحيفة أن هذا التصعيد لم يشعل بعد الحريق الذي يخشاه الكثيرون، لكن كل انتهاك للاتفاق غير المعلن بين حزب الله وإسرائيل يجعلهما أقرب إلى حافة الهاوية.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان أندريا تينينتي إن أسابيع الاشتباكات وتبادل القصف الصاروخي تزيد من مخاطر حسابات أي من الجانبين أو تجاوز الحدود.
ويعتقد دبلوماسيون عرب وغربيون أن محادثات مكثفة تُجرى خلف الكواليس لمنع تكرار ما حدث عام 2006، في إشارة إلى الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1200 شخص في لبنان و165 في إسرائيل.
ويخشى حزب الله من أن التورط في الحرب قد يفقده دعم الشعب اللبناني إذا ما أدخلهم في صراع مكلف آخر، حيث تعاني البلاد من مأزق سياسي وتتأرجح على شفير الانهيار الاقتصادي.