أفاد متخصصون تربويون بأن هناك 4 ركائز أساسية لدعم الطلبة في الاستعداد الأمثل لامتحانات الفصل الدراسي الأول تتمثل في تحفيز الطلاب للاستعداد للامتحانات، واستخدام الأدوات التقنية لتعزيز عملية التعلم والتحضير للامتحانات، ودور الأسرة والمعلمين في دعم الطلاب ومساعدتهم، فضلاً عن تأثير الراحة النفسية على استعداد الطلاب للامتحانات وكيفية تعزيزها في البيئة التعليمية أو في المنزل.
وتسهم تلك الركائز في تخفيف التوتر الذي قد يعيشه الطلاب خلال تلك الفترة، وتخلق بيئة تعليمية مناسبة لهم، وتؤمن راحة نفسية من خلال تفعيل الحوار الأسري الذي يُطمئن الطلبة، إضافة إلى زيادة التفاعل في استخدام تقنيات التعلم النشط والتفاعلي.
وقالت التربوية ميثاء قران المنصوري لـ«البيان»، إن الاستعداد الجيد للامتحانات يعتبر عنصراً رئيسياً في تحقيق النجاح الأكاديمي والأهداف التعليمية، ونصحت الطلبة بوضع خطة تشمل الدروس التي تحتاج إلى مضاعفة الجهد في التحضير لها حتى يتم البدء بها خلال فترة الاستعداد، وتشكيل مجموعات دراسية ومناقشة المواضيع وحل الأسئلة معاً. وأكدت على أهمية حل الأسئلة السابقة والامتحانات التجريبية للتعود على نمط الأسئلة واختبار مستوى استيعابهم للمواد، كما أن تحليل الأخطاء والنجاحات سيساعدهم في تحديد الجوانب التي يحتاجون إلى تحسينها.
دور المعلم
من جانبها، قالت خلود حلمي، معلمة الفنون البصرية لـ«البيان»، إن دور المعلمين خلال فترة الامتحانات حاسم لدعم وتوجيه الطلاب، ويشمل مساعدة الطلاب على التحضير النفسي والأكاديمي للاختبارات، وتقديم الدعم اللازم والتوجيه الأكاديمي لضمان تحقيق أداء عالٍ في الامتحانات.
ولفتت إلى أهمية دور المعلمين في الدعم الشخصي والتوجيه للطلاب فيما يتعلق بكيفية التعامل مع ضغوط الامتحانات وإدارة الوقت بشكل فعال، من خلال تقديم نصائح حول استراتيجيات الدراسة والمذاكرة وتنظيم المواد الدراسية، إضافة إلى خلق بيئة تعليمية داعمة وإيجابية خلال فترة الامتحانات.
بدورها، أوضحت المعلمة ياسمين زهرة لـ«البيان»، أن التجهيزات التي يقوم بها المعلمون الآن تختلف عن السابق، حيث يعتمدون بشكل متزايد على المنصات الرقمية في تدريب الطلاب وتقييمهم، من بينها الملخصات وأوراق العمل الشاملة للأهداف الفصلية. وأفادت بأن طرق التقييم والتجهيز تغيرت، حيث يقوم المعلمون الآن بإعداد امتحانات مشابهة تقدم عبر روابط أو ألعاب تفاعلية يتم مشاركتها مع الطلاب، وفي نهاية الاختبار، يحصل الطالب على تغذية راجعة ترتبط بالأسئلة التي أجاب عنها. وأضافت أن وجود هذه المنصات يسهل على المعلمين إرسال نماذج امتحانات يتم تصحيحها تلقائياً وتعطي الدرجات مباشرة للطلاب، وتختلف هذه المنصات فيما بينها بحسب المهارة المستهدفة، فبعضها مخصص لتنمية مهارات القراءة والبعض الآخر لتطوير مهارات الكتابة، ومع ذلك، فإنها جميعاً تصب في مصلحة الطلاب.
بيئة أسرية
من جهتها، قالت شاهيناز أبو الفتوح، اختصاصية اجتماعية ونفسية لـ«البيان»، إن الأسرة تلعب دوراً حاسماً خلال فترة الامتحانات، من خلال تقديم الدعم العاطفي والأكاديمي للأبناء، إذ يعتبر الجو المنزلي المريح والداعم بيئة مثالية لتعزيز التركيز والتحصيل الدراسي. وشددت على أهمية توفير بيئة مناسبة للدراسة في المنزل، ليتمكن الطلاب من التركيز والاستعداد للاختبارات بشكل فعال، كما أن للأسرة دوراً في تعزيز التنظيم والتخطيط من خلال إنشاء جدول زمني للدراسة وتحديد الأهداف اليومية.
استراحة النجاح
وقالت انتصار إسماعيل عيسى، معلمة اللغة العربية لـ«البيان»، إنها تلتزم باستخدام الأدوات التقنية بكفاءة في عملية التعلم لتحقيق تجربة ممتعة وسهلة للطلاب، وتهدف إلى تشجيع الطلاب على المشاركة وتعزيز شغفهم بالتعلم، خاصةً خلال فترة الاختبارات، وتستخدم محتوى رقمياً مبتكراً يتضمن وسائط متعددة مثل الصور والمؤثرات الصوتية والمقاطع المرئية.
ونفذت انتصار مبادرة «استراحة النجاح» تحت شعار «استدامة رقمية لدعم تعلم المهارات اللغوية»، وتشمل نماذج للاختبارات التجريبية وشرحاً لجميع مهارات المادة ونماذج لكتابة النصوص السردية والوصفية والسيرة الذاتية والسيرة الغيرية، وتم تصميم الاستراحة اللغوية باستخدام برنامج «SWAY» وبوابة التعلم الذكي.
استعداد نفسي
وفي السياق ذاته، اعتبرت المعلمة فاطمة صباح خميس المحيربي لـ«البيان»، أن الاستعداد النفسي للامتحانات لا يقل أهمية عن الاستعداد الأكاديمي خلال فترة الاختبارات، لذا توصي بخلق بيئة صحية قبل الاختبارات.
وأوضحت أنه يمكن تنفيذ جلسات توجيهية من قبل المعلمين تهدف إلى تعزيز دافعية التعلم وتعليم فنون الاستذكار الجيد، وذلك من خلال وضع جدول زمني وتنظيمي للمراجعة يشمل فترات استراحة محددة، إضافة إلى تنظيم ورش تدريبية وجلسات توجيهية وحوارية للطلاب، تشمل تمارين الصحة النفسية التي تساعدهم على التخلص من الأفكار السلبية.
توظيف التقنية
وقالت التربوية حنان محمود بوادي لـ«البيان»، إنه يمكن توظيف واستخدام الأدوات التقنية لتعزيز عملية التعلم والتحضير للامتحانات من خلال استخدام المنصات التعليمية ومصادر إضافية عبر الإنترنت، إذ إن هذه الأدوات توفر للطلاب فرصاً لممارسة المهارات ومراجعة المواد بشكل تفاعلي ومناسب لأسلوب تعلم كل فرد. وبيّنت أن الأدوات التقنية التي يستخدمها المعلم مع طلابه تساعدهم على تطوير عادات ومهارات وقيم وأساليب تفكير ضرورية لاستمرارية التعلم، مشيرة إلى أن دمج الأدوات التقنية في التعليم والتقييم يلبي الاحتياجات النفسية والاجتماعية للطلاب، مثل الحاجة إلى الانتماء والصداقة وتحقيق الذات والتقدير، بطرق مبتكرة.