يبلغ عمر النظام القضائي في إنجلترا ألف عام، ولا يزال غارقا في التقاليد التي تشمل ارتداء الشعر المستعار والعباءات. واليوم يفكر الباحثون والخبراء القانونيون في مستقبل، يمكن فيه للذكاء الاصطناعي أن يحل مكان المحامين أو يساعد في اختيار المحلفين أو حتى البت في قضايا.
حصل القضاة في إنجلترا وويلز على إذن لاستخدام الذكاء الاصطناعي بحذر، في كتابة الآراء القانونية والمساعدة في إصدار الأحكام.
وقالت المحاكم والهيئات القضائية الشهر الماضي، إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في كتابة الآراء، ولكنها أكدت أنه لا يمكن استخدامه للبحث أو التحليلات القانونية، لأن التكنولوجيا يمكن أن تلفق معلومات، وتقود إلى التضليل والمعلومات غير الدقيقة والمغرضة.
يقول أستاذ القانون في جامعة “سيريه” (University of Surrey) ريان أبوت، إنه هناك جدل عام قوي حاليا، بشأن كيفية تنظيم الذكاء الاصطناعي وإذا ما كان ينبغي تنظيمه.
من جانبه يقول القاضي جيفري فوس بشأن علاقة القضاة بالذكاء الاصطناعي، إنه ينبغي عليهم المحافظة على السرية، وتحمل المسئولية الشخصية إزاء أي شيء ينتجونه.
انقسام إزاء مقاربة عالمية
في أوروبا أصدرت المفوضية الأوروبية لكفاءة العدالة التابعة لمجلس أوروبا ميثاقا أخلاقيا، بشأن الذكاء الاصطناعي في أنظمة المحاكم قبل خمس سنوات، وتناولت الوثيقة مبادئ أساسية مثل المساءلة والتقليل من المخاطر، التي يتعين على القضاة الالتزام بها.
أما في الولايات المتحدة فإن نظام المحاكم الفدرالية لم يضع دليلا توجيهيا بعد بشأن الذكاء الاصطناعي، فيما محاكم الولايات والمقاطعات منقسمة جدا بخصوص مقاربة عالمية، ولكن المحاكم الفردية والقضاة في المستويات المحلية والفدرالية وضعوا قواعدهم الخاصة، وفق أستاذ القانون في جامعة بنسلفانيا كاري كوغليانيزي.
ويرى خبراء أن الدليل التوجيهي يظهر قبول المحاكم للتكنولوجيا، ولكن ليس احتضانها بالكامل، وتبدو التوجيهات مليئة بالتحذيرات الخاصة بقيود التكنولوجيا، والمشاكل التي قد تنجر عنها إذا لم يكن المستخدم على دراية بطريقة عملها.
“هراء قانوني”
و توجد تحذيرات متعلقة ببرامج “تشات جي بي تي” (ChatGPT)، القادرة على التأليف بسرعة بدءا من وثائق الفصل الدراسي وصولا إلى الأغاني وتسويق المواد. ولأن تلك البرامج لها القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات وتذكر الأسئلة التي توجه إليها، طلب من قضاة إنجلترا وويلز عدم الكشف عن أي شيء خاص أو سري
لقد أضحت مخاطر التكنولوجيا في المحكمة سيئة السمعة بالفعل، إثر اعتماد محاميين في نيويورك على “تشات جي بي تي” لكتابة ملخص قانوني يستشهد بقضايا خيالية. وقد تم تغريم المحاميين على يد قاض وصف عملهما “بالهراء القانوني”.
لكن بعض المحاكم تقول، رجال القانون الذين لديهم عدد كبير من القضايا، يمكنهم استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة ثانوية، كتلخيص المعلومات يعرفونها بالفعل.
المصادر الإضافية • أ ب