ومع الفشل في التصدي لإسرائيل ووقف حربها التدميرية، فإن استسلام المجتمع الدولي -خصوصاً القوى الكبرى التي حالت حتى الآن دون استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب- للقيود التي تفرضها سلطة الاحتلال على
عملية إدخال المساعدات الإنسانية، واللجوء إلى الإنزال الجوي المحدود، فإنه لا يعمِّق الكارثة الإنسانية فحسب، بل إنه للأسف الشديد يشرعن سياسة العقاب الجماعي، ويشجع إسرائيل على مواصلة جرائم الحرب وسياسات التجويع.
إن لجوء الولايات المتحدة على وجه الخصوص إلى إسقاط المساعدات من الجو للفلسطينيين؛ وهي الحليف والداعم الأكبر لإسرائيل بالمال والسلاح، يكشف عن الوجه الآخر للمأساة الإنسانية، ويؤكد من جديد حالة العجز غير المبررة في مواجهة إسرائيل والضغط عليها لوقف حرب الإبادة ضد سكان غزة.
ومن هنا، فإن خطورة الخطوة الأمريكية تتمثل في السعي لتحقيق هدف إسرائيلي خبيث يتمثَّل في تقويض وإنهاء عمل منظمات الإغاثة الدولية العاملة على الأرض، خصوصاً وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي تعهدت تل أبيب، صراحةً، بإنهاء عملها بعد توقف الحرب.