هل يساهم البروتين في خسارة الوزن؟

عندما يتعلق الأمر بالحديث عن كل ما يتعلق بفقدان الوزن وفقدان الدهون قد يبدو في كثير من الأحيان أننا نقضي المزيد من الوقت في الجدال بشأن ما لا يجب أن نأكله بدلا من التركيز على ما يجب أن نأكله.

وعلى الرغم من أن فقدان الوزن يخضع دائما لقوانين الفيزياء أي أنه يجب أن تحرق سعرات حرارية أكثر مما تستهلك فإن هذا لا يعني أن إيلاء بعض الاهتمام لأنواع السعرات الحرارية التي تتناولها يمكن أن يجعل موازنة هذه المعادلة لصالحك أسهل بكثير.

فهل تناول المزيد من البروتين يعد الوصفة السرية لخسارة الدهون بنجاح؟

وفقا لتقرير نشر في مجلة “صحة الرجل”، فإن زيادة كميات البروتين في نظامك الغذائي قد تساهم في فقدان الوزن وتحسين قدرتك على التحكم في شهيتك وبناء المزيد من العضلات التي تعزز عملية التمثيل الغذائي.

ما هو البروتين؟

البروتين هو واحد من العديد من المغذيات الكبيرة (Macronutrients) (أي التي يحتاجها الجسم بكمية كبيرة) إلى جانب الكربوهيدرات والدهون، ويحتاج الجسم إلى البروتين لبناء وإصلاح وصيانة معظم أنظمتنا الحيوية -بما في ذلك العضلات والعظام والجلد- وكذلك لإنتاج الهرمونات والإنزيمات.

وفي ما يتعلق بالسعرات الحرارية وفقدان الوزن يحتوي البروتين على 4 سعرات حرارية لكل غرام، وهي نفس كمية الكربوهيدرات، في حين تحتوي الدهون على 9 سعرات حرارية لكل غرام.

هل النظام الغذائي عالي البروتين مفيد لخسارة الوزن؟

يمكن أن يكون البروتين مهما للغاية عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن، فقد أظهرت الدراسات أن استهلاك البروتين يمكن أن يساهم بشكل كبير في فقدان الوزن.

لماذا يعتبر البروتين فعالا جدا لفقدان الوزن؟

1- البروتين يزيد الشعور بالشبع

الشعور بالشبع يشير إلى جسمك لوقف إشارات الجوع، وتشير الدراسات إلى أن هذا قد يكون بسبب ارتفاع هرمونات الشبع مثل الببتيد الشبيه بـ”الجلوكاجون 1″، بالإضافة إلى انخفاض هرمون الجوع (الجريلين).

وأظهرت الدراسات أن زيادة كمية تناول البروتين للمشاركين بنسبة 15% قد قللت استهلاكهم السعرات الحرارية بقيمة 400 سعرة حرارية كل يوم، مما أدى إلى فقدان نحو 5 كيلوغرامات من وزنهم على مدار 12 أسبوعا دون أي تغييرات أخرى في نظامهم الغذائي.

2- جسمك يحرق المزيد من السعرات الحرارية عند هضم البروتين

استهلاك البروتين يعني حرق السعرات الحرارية، وهذه العملية تعد عملية مكلفة لجسمك، فهو يقوم بتحويل الأطعمة التي تتناولها إلى طاقة تحرقها، ويطلق العلماء على هذه التكلفة اسم التأثير الحراري للغذاء “تي إي إف”.

ومن بين العناصر الغذائية الرئيسية الثلاثة (الكربوهيدرات والبروتينات والدهون) يحتوي البروتين على أعلى نسبة من “تي إي إف”، حيث يتم حرق ما يصل إلى 30% من السعرات الحرارية للبروتين أثناء عملية الهضم، فجسمك قادر على استخلاص طاقة أقل من البروتين مقارنة بالكربوهيدرات والدهون، وهذا يعني أيضا أن هناك سعرات حرارية أقل يمكن تخزينها على شكل دهون في الجسم إذا كنت تستهلك سعرات حرارية أكثر مما تحرقه في المتوسط.

البروتين قد يعزز عملية التمثيل الغذائي لديك

التأثير الحراري للطعام يعني أنه إذا قمت باستبدال جزء من السعرات الحرارية من الكربوهيدرات أو الدهون مباشرة بالبروتين فسوف تحرق المزيد من السعرات الحرارية في المتوسط كل يوم، مما يعزز عملية التمثيل الغذائي لديك بشكل فعال دون تغيير السعرات الحرارية.

وأثبتت بعض دراسات أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين يمكن أن تزيد حرق السعرات الحرارية بما يصل إلى 200 سعرة كل يوم.

البروتين يساعد على تعزيز كتلة العضلات والحفاظ عليها

من المهم عند مناقشة فقدان الوزن فهم الفرق بين فقدان الوزن وفقدان الدهون، فعند فقدان الوزن -خاصة على مدى فترات طويلة من الزمن- فمن المحتمل أن يحدث فقدان جزء من العضلات.

ومع ذلك، فإن الحفاظ على فقدان العضلات في الحد الأدنى يعد عاملا مهما في فقدان وزن صحي وناجح، ليس فقط لأن كتلة العضلات أكثر نشاطا في عملية التمثيل الغذائي، مما يعني أنها تحرق المزيد من السعرات الحرارية أثناء الراحة، ولكن أيضا لأن الدراسات ربطت انخفاض كتلة العضلات بزيادة مخاطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب.

وأظهرت الأبحاث أن اتباع نظام غذائي غني بالبروتين إلى جانب تدريبات المقاومة يمكن أن يساعد في منع فقدان العضلات حتى أثناء فترات تقييد السعرات الحرارية وفقدان الوزن.

البروتين قد يساعد في منع استعادة الوزن المفقود

أظهرت دراسة أن المرضى الذين يتبعون برنامجا لإنقاص الوزن والذين تم إعطاؤهم نظاما غذائيا عالي البروتين بعد فقدان الوزن الأولي لديهم فرصة أقل بكثير لاستعادة الوزن مقارنة بمجموعة تتبع نظاما غذائيا منخفض البروتين، ربما بسبب جميع الفوائد المذكورة أعلاه من استهلاك المزيد من البروتين.

ما كمية البروتين التي يجب أن أتناولها؟

على الرغم من اختلاف التوصيات حتى في الدراسات التي ذكرناها أعلاه يبدو أن هناك عاملا واحدا يظل ثابتا لنجاح فقدان الوزن، وهو تناول كمية أكبر من البروتين مقارنة بالكمية اليومية الموصى بها.

والتوصية الحالية بالنسبة للبالغين يجب استهلاك 0.75 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم، وهذا يعادل في المتوسط 56 غراما يوميا للرجال و45 غراما للنساء، للرجال هذا يعادل نحو صدر دجاج واحد.

ووفقا للبحث، فإن هذا يعني أنه يجب أن تأكل أكثر من الكمية الموصى بها، أي ما يقارب 1.6 إلى غرامين لكل كيلوغرام من وزن الجسم.

هل الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين خطيرة؟

على الرغم من الشائعات المستمرة بأن تناول الكثير من البروتين يمكن أن يكون غير صحي أو يسبب تلف الكلى فإن دراسة تشير إلى أن استهلاك البروتين بكميات أكبر من الموصى بها ليس له تأثير سلبي بالنسبة للأفراد الأصحاء، فإذا كان الشخص يعاني من مشاكل في الكلى أو أمراض مزمنة فعليه استشارة الطبيب قبل زيادة ما يتناوله من البروتين.