*فجر اليوم الإثنين : ذروة شهب الأسديات 2024*
الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
أوضح ذلك المهندس . ماجد ابو زاهرة
تشهد سماء الوطن العربي فجر يوم الاثنين 18 نوفمبر ذروة تساقط زخة شهب الأسديات حيث تنتج في المعدل عند ذروتها بين 10 إلى 15 شهاب بالساعة ومع ذلك فإن ظروف المشاهدة هذا العام ليست جيدة حيث تتزامن مع اكتمال القمر مما يعني أن معظم الشهب ستكون خافتة بسبب ضوء القمر ولرؤية بعض الشهب يتم الرصد عندما يكون القمر قريباً من الأفق.
شهب الأسديات تنشط سنوياً في الفترة من 6 إلى 30 نوفمبر وهي من الشهب المتوسطة ترصد في الساعات قبل شروق شمس بمراقبة الأفق الشرقي من موقع مظلم بعيداً عن أضواء المدن ولا يحتاج الراصد إلى معدات خاصة حيث ستظهر من جميع أجزاء السماء ولكن فقط يجب السماح للعين بأخذ 20 دقيقة للتكيف مع الظلمة من اجل أفضل فرصة لاكتشاف أضعف الشهب.
تحدث زخات الشهب في نفس الوقت سنوياً عندما تعبر الأرض خلال الحطام الذي خلفه مرور المذنبات (الأجسام الصخرية والجليدية الصغيرة المتبقية من تكوين النظام الشمسي).
عندما تشق المذنبات طريقها نحو الشمس من الأعماق الباردة والمظلمة للنظام الشمسي تبدأ في التسخين ثم يتصاعد الجليد حيث ينتقل من الحالة الصلبة إلى الشكل الغازي وتطلق جزيئات صلبة وكثير منها بحجم حبة الرمل أو حبيبات القهوة.
تقوم قوى الجاذبية والرياح الشمسية وحتى الضغط من فوتونات ضوء الشمس بتجميع الحطام في تجمعات تدور حول الشمس على نفس المسار المداري مثل المذنب الأصلي.
أحيانا تعبر الأرض خلال ذلك التجمع الكثيف من الحطام وعندما تدخل الجسيمات إلى غلافنا الجوي فإنها تسخن كثيرا بحيث تتبخر في وميض من الضوء وتحترق الجسيمات الأكبر سطوعًا على ارتفاع من 70 إلى 100 كيلومتر تقريباً وتكون مرئية لفترة أطول حتى عدة ثوانٍ تُعرف باسم “كرات النور” وغالباً ما تنتجها شهب الأسديات ومع ذلك فإن هذه الشهب بارزة لسببين آخرين.
أحدها هو إنتاجها للعواصف الشهابية بشكل منتظم ،كوالآخر هو أهميتها التاريخية في مساعدة علماء الفلك على اكتشاف الطبيعة الحقيقية لزخات الشهب.
إن مصدر شهب الأسديات هو المذنب (تمبل – توتال) والذي يعود إلى الجزء الداخلي من النظام الشمسي مرة واحدة كل 33 عاما وينثر حطام غباري جديد في كل مرة.
تشير التقارير التي وثقت العاصفة الشهابية للاسديات عام 1833 إلى سقوط 100,000 شهاب في المتوسط كل ساعة وقد سجل بعد ذلك في عامي 1866 و 1867 آلاف الشهب في الساعة ، ومن المثير للدهشة أن فترة 33 عاما تقريبًا لعواصف شهب الأسديات ليست مرتبطة مباشرة بعودة المذنب، فغالبا ما تحدث العواصف الشهابية للأسديات بسبب مسارات الحطام الكثيف التي تم تشكيلها قبل أكثر من مائة عام.
بشكل عام لا يتوقع حدوث عاصفة شهابية هذا العام فقد حدثت آخر مره بين 1999 و 2001 وعلينا الانتظار أكثر من 10 سنوات لحدوث العاصفة الشهابية التالية ومع ذلك هناك فرصة لتفاعل الأرض مع تجمع كثيف من الحطام الغباري كما ورد من خلال منظمة الشهب الدولية إلا التنبؤ بنشاط زخات الشهب أمر صعب للغاية لذلك ليس هناك ما يضمن حدوث ذلك لكن الفرصة قائمة.
يرصد إلى جانب شهب الأسديات في سماء الفجر نجوم لامعة مثل قلب الأسد و الشعرى والدبران و العيوق ونجوم الجوزاء ونجوم الثور وعنقود الثريا.
جدير بالذكر أن مراقبة نشاط الشهب يساعد العلماء على فهم أفضل للكويكبات والمذنبات التي تعبر مدار الأرض وكيف أثرت تلك الأجسام السماوية على كوكبنا ويمكن أن تساعد أيضاً في حماية المركبات الفضائية و الأرض من الاصطدامات المحتملة بمثل هذا الحطام السماوي.