نشرت في •آخر تحديث
تقدمت شركة الطيران الأميركية سبيريت إيرلاينز، أكبر شركة للطيران الاقتصادي في الولايات المتحدة، بطلب لحماية إفلاسها بموجب الفصل 11، في خطوة تهدف إلى إعادة هيكلة عملياتها وسط تحديات مالية تفاقمت بسبب تداعيات جائحة كورونا وزيادة المنافسة مع شركات الطيران الكبرى وفشل صفقة الاستحواذ مع شركة جيت بلو.
وعلى الرغم من تسجيل خسائر تجاوزت 2.5 مليار دولار منذ عام 2020، فإن الشركة تواجه ديونًا مستحقة تتجاوز مليار دولار بحلول عامي 2025 و2026.
وفيما تحاول الشركة الحفاظ على استمرار عملياتها، أكدت سبيريت لعملائها أن الحجوزات وبرامج المسافرين الدائمين لن تتأثر، مشيرة إلى أنها ستواصل تشغيل رحلاتها بشكل اعتيادي. كما أعلنت عن تأمين استثمار بقيمة 350 مليون دولار من حملة السندات الحاليين، وتحويل 795 مليون دولار من ديونها إلى أسهم في الشركة المعاد هيكلتها. وستوفر هذه الترتيبات، إلى جانب قرض بقيمة 300 مليون دولار والنقد المتبقي لدى الشركة، الدعم اللازم لضمان استمرارية التشغيل خلال فترة إعادة الهيكلة.
ومع ذلك، تواجه سبيريت تحديات كبيرة. فبالرغم من زيادة عدد الركاب بنسبة 2% في النصف الأول من عام 2024 مقارنة بالعام السابق، فإن الإيرادات لكل ميل طيران شهدت انخفاضًا بنسبة 20% تقريبًا، مما أدى إلى تفاقم الخسائر. كما تزايدت تكاليف التشغيل، وخاصة المتعلقة بالعمالة، في ظل منافسة شرسة من شركات الطيران الكبرى التي بدأت تقديم خيارات اقتصادية مماثلة.
وعلى صعيد آخر، تسعى سبيريت إلى استعادة توازنها المالي من خلال إدخال تغييرات استراتيجية، مثل تقديم أسعار شاملة تشمل خدمات إضافية وإلغاء رسوم الإلغاء، وهو ما يمثل تحولًا كبيرًا عن نموذجها التقليدي الذي اعتمد على الأسعار المنخفضة مع خدمات مدفوعة إضافية. لكن هذه الخطوات لم تؤتِ ثمارها بعد.
وعلى الرغم من هذه التحديات، قررت الشركة تقليص جدول رحلاتها بنسبة 20% خلال الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر مقارنة بالعام الماضي، في محاولة لدعم استقرار الأسعار. ومع ذلك، قد تستفيد شركات الطيران المنافسة مثل فرونتير وجيت بلو وساوث ويست من هذا القرار بشكل أكبر.
أما على الجانب التشغيلي، تواجه سبيريت ضغوطًا إضافية بسبب إصلاحات مطلوبة لمحركات برات آند ويتني، مما أدى إلى خروج عشرات الطائرات من الخدمة مؤقتًا. ومع ذلك، بفضل حداثة أسطول طائراتها، تظل سبيريت هدفًا جذابًا للاستحواذ من قبل الشركات المنافسة.
لقد كان إفلاس شركات الطيران الأميركية أمرًا شائعًا خلال التسعينيات وبداية الألفية، لكنه أصبح نادرًا في السنوات الأخيرة. ويعد قرار سبيريت خطوة حاسمة للحفاظ على استمرارية عملياتها، وسط سوق يشهد تحديات متزايدة وتنافسًا متصاعدًا.