أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، مارك روته، أن تعزيز الدفاعات الأوكرانية ودعمها بالمساعدات العسكرية يجب أن يكون أولوية الحلف، محذراً من التركيز على مناقشة اتفاق سلام محتمل في الوقت الراهن.
أدلى مارك روته بتصريحاته خلال قمة وزراء خارجية الناتو المنعقدة في بروكسل، والتي ركزت بشكل كبير على أوكرانيا في ظل تصاعد التحديات العسكرية والسياسية. وشدد روته على أن “الأولوية الآن هي ضمان أن تكون أوكرانيا في موقف قوي عندما تقرر الدخول في محادثات السلام”.
وشدد على أن أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من الدعم العسكري والدفاعي، بما في ذلك أنظمة الدفاع الصاروخي، مشيراً إلى أن ذلك سيكون محور نقاشات الحلف خلال الاجتماع الذي يستمر يومين.
القمة تأتي قبل تولي الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب مهامها، مما يثير تساؤلات حول استمرارية الدعم الأمريكي لكييف. وقد سبق لترامب أن صرح بقدرته على إنهاء الحرب “في غضون أيام”، ما يثير مخاوف من فرض تنازلات إقليمية أو تقليص المساعدات العسكرية.
ضغوط الحرب وتحديات الدعم الدولي
على الأرض، يتجه الزخم لصالح روسيا مع تراجع تقدم القوات الأوكرانية وتقدم خطوط المواجهة الروسية غرباً. وقد كشف الحلفاء أن موسكو تلقت دعماً عسكرياً من كوريا الشمالية، التي أرسلت أكثر من 10,000 جندي، بجانب مساعدات تقنية من إيران والصين، استُخدمت في استهداف البنية التحتية الأوكرانية، لا سيما قطاع الطاقة.
وفي مواجهة هذه التحديات، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى ضرورة إيجاد حلول دبلوماسية، مع تكراره المطالبة بانضمام بلاده الكامل للناتو كوسيلة وحيدة لردع العدوان الروسي مستقبلاً. وشدد زيلينسكي على أهمية تجاوز البدائل المؤقتة مثل الاتفاقيات الثنائية، واصفاً عضوية الناتو بأنها الرد الأمثل على التهديدات الروسية.
وأكدت وزارة الخارجية الأوكرانية رفضها أي بدائل للعضوية الكاملة، واعتبرت أن دعوة أوكرانيا للانضمام الآن تمثل خطوة حاسمة ضد الابتزاز الروسي وتعيد الثقة الدولية في النظام العالمي.
وفي حين أقر روته بأن الانضمام الكامل للناتو يحتاج إلى الوقت، لكنه وصف المسار الذي تم الاتفاق عليه خلال قمة واشنطن في تموز/ يوليو الماضي بأنه “لا رجعة فيه”.