أعلنت النمسا، اليوم الثلاثاء، أنها ستدعم السوريين الراغبين الآن في العودة لوطنهم بعد سيطرة المعارضة السورية المسلحة على دمشق وفرار الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى روسيا.
يأتي ذلك فيما أعلنت إسبانيا أنها ستواصل التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من قبل السوريين كالمعتاد، فيما علقت كرواتيا مؤقتا طلبات اللجوء، مقتفية بذلك أثر عدد من الدول الأوروبية، منها ألمانيا والنرويج وإيطاليا والنمسا وهولندا وسويسرا، قررت الإجراء ذاته حتى تتضح التطورات السياسية في سوريا. كما افتتحت تركيا معبر يايلاداغي الحدودي المقابل لمعبر كسب في سوريا، بعد 11 عاما من إغلاقه.
وقال المستشار النمساوي كارل نيهامر، اليوم، إن بلاده ستدعم السوريين الراغبين في العودة لوطنهم، وكتب -على منصة إكس- “سقوط نظام الأسد يغير الوضع برمته في سوريا، البلاد الآن بحاجة إلى مواطنيها”.
وأضاف “سندعم كل من يريد العودة إلى وطنه”.
ويجري نيهامر، وهو من حزب الشعب المحافظ الذي يتبنى موقفا متشددا بشأن الهجرة، محادثات مع حزبين آخرين لتشكيل حكومة ائتلافية بعد انتخابات سبتمبر/أيلول الماضي.
ولا يزال تأييد اليمين المتطرف والمحافظين في النمسا يستفيد من السخط الشعبي إزاء تدفق السوريين الفارين من الحرب الأهلية على البلاد خلال أزمة الهجرة في عامي 2015 و2016.
من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إن بلاده ستواصل التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من مواطنين سوريين كالمعتاد.
وقال في إفادة صحفية “في الوقت الحالي هذا (التعليق) ليس ضروريا وليس مطروحا للمناقشة”.
وطلب 1393 سوريًّا اللجوء في إسبانيا منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وفقا لبيانات وزارة الداخلية.
وأضاف ألباريس أن إسبانيا تخطط لتعزيز طاقم سفارتها في دمشق في الأيام المقبلة وربما ترسل مبعوثا خاصا إلى سوريا من أجل بدء حوار مع السلطات الجديدة، ومشيرا إلى أن بلاده تأمل أن تشهد سوريا انتقالا سلميا للسلطة يحترم حقوق الإنسان.
تعليق مؤقت
بدورها، قالت كرواتيا إنها علقت مؤقتا طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، وأكد وزير الداخلية الكرواتي دافور بوزينوفيتش أن وزارته أصدرت تعليمات للسلطات “بوقف مؤقت للطلبات الأساسية للجوء التي يقدمها مواطنون سوريون إلى حين اتخاذ قرار على مستوى الاتحاد الأوروبي”.
وقال إن “السوريين فروا من نظام قمعي قتل مواطنيه”، لكنه أضاف أن “هذا النظام لم يعد موجودا.. كلنا أمل أن يتحسن الوضع في البلاد ويتمكن السوريون من العودة إلى بلادهم، وهذا في مصلحة الجميع”.
يشار إلى أن المعارضة السورية المسلحة دخلت العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وبدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في محافظتي حلب وإدلب اللتين سيطرت عليهما الفصائل، ثم مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيرا دمشق.