شهد عام 2024 تحولاً سياسياً لافتاً في الجزء الجنوبي من أفريقيا، حيث واجهت الأحزاب العريقة، التي قادت حركات التحرر، تحديات غير مسبوقة للحفاظ على سلطتها، ففي حين تعاني مناطق أخرى في القارة السمراء من انقلابات عسكرية ونزاعات مسلحة، حافظت دول الجنوب على استقرارها الديمقراطي النسبي.
وقد أظهرت نتائج الانتخابات تراجعاً ملحوظاً في شعبية الأحزاب التاريخية، حيث لم يعد الرصيد النضالي ضد الاستعمار كافياً لإقناع الناخبين الشباب الذين يواجهون تحديات اقتصادية متزايدة.
ففي بوتسوانا، خسر الحزب الديمقراطي الحاكم منذ الاستقلال عام 1966 السلطة لأول مرة. وفي جنوب أفريقيا، فقد المؤتمر الوطني الأفريقي أغلبيته للمرة الأولى منذ نهاية نظام الفصل العنصري، مما اضطره للمشاركة في حكومة ائتلافية.
وفي ناميبيا، رغم فوز حزب سوابو بأغلبية ضئيلة، فإن نتائجه كانت الأسوأ منذ استقلال البلاد عام 1990. وأما في موزمبيق، فقد أدى فوز حزب فريليمو إلى احتجاجات عنيفة أسفرت عن مقتل نحو 100 شخص.
ويرى خبراء أن هذه التحولات تعكس تغيراً جيلياً، حيث يركز الناخبون الشباب على الأداء الحكومي والفرص الاقتصادية أكثر من الإنجازات التاريخية.
المصادر الإضافية • أب