روت عائلة سورية تفاصيل مأساتهم التي عاشوها قبل 11 عاما، عندما نجوا من هجوم بالأسلحة الكيميائية استهدف إحدى ضواحي دمشق في عام 2013. ورغم تمكنهم من اللجوء إلى غرفة آمنة واتباع إجراءات السلامة لساعات، إلا أن العديد من جيرانهم وأفراد المجتمع فقدوا حياتهم في الهجوم نفسه.
نقل المواطن السوري حسين عربيني (41 عامًا) تفاصيل اللحظات العصيبة التي عاشها عندما سقطت الصواريخ بالقرب من منزل عائلته في حي زملكا. ورغم أن الصواريخ لم تنفجر، إلا أنها سربت غازات سامة اجتاحت المنطقة.
سارع عربيني إلى التوجه إلى غرفة معزولة في منزله، خالية من النوافذ، حيث اصطحب معه والديه وإخوته وعائلاتهم. قام بعزل الباب بشريط لاصق، ووضع تحته ملابس مبللة بالماء، تنفيذًا للتوصيات التي قدمها الدفاع المدني السوري قبل أشهر من الهجوم في محاولة لدرء تسرب الغازات السامة.
وفي حديثه عن تلك اللحظات، قال عربيني: “خلال الثلاث ساعات التي قضيناها في الغرفة، كنا نستعمل الماء والخل الأبيض لاستنشاقه بدلاً من الهواء الملوث”. وأضاف: “عندما خرجنا، شاهدنا فرق الإنقاذ تضع الجثث في السيارات والشاحنات، وبعض الجثث كانت تُنقل على دراجات نارية”.
بدورها، روت خديجة دباس والدة حسين التي نجت من الهجوم الكيماوي ما عايشوه في تلك اللحظات الصعبة، وتقول: “استيقظنا فجأة على أصوات الناس وهم يصرخون بأنهم تعرضوا للقصف بأسلحة كيماوية. هرعنا إلى الغرفة وجلسنا هناك، ثم بدأنا نفقد القدرة على الرؤية وواجهنا صعوبة كبيرة في التنفس”.
وأضافت: “بعد فترة، جاء المنقذون ودفعوا الباب قائلين ‘اخرجوا وارحلوا’. خرجنا على الفور، ثم استقلينا سيارة أجرة وغادرنا”.
من جانبه، قال والد حسين، موفق عربيني، الناجي هو الآخر من الهجوم الكيماوي: “بقينا في الغرفة لمدة ساعتين، وخلال هاتين الساعتين، توفي العديد من الأشخاص في منازلهم. وفي الساعة الثانية صباحًا، فتحوا الأبواب بالقوة بعدما أغشي على الناس. الحمد لله أنهم طرقوا بابنا”.
وفي ذكرى الهجوم، توجه اثنا عشر شخصًا إلى مقبرة الشهداء في الحي يوم الأربعاء لإحياء الذكرى، حيث دُفنت جثث مئات الضحايا الذين سقطوا في الحرب التي استمرت قرابة 14 عامًا.
الآن وبعد سقوط النظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد، يأمل حسين عربيني أن يُحاسب المسؤولون السوريون المسؤولين عن الهجوم الكيماوي “أقسى عقوبة”، وخصوصًا أولئك الذين نفذوا الهجوم أو أصدروا الأوامر بتنفيذه.
وتعهدت السلطات الجديدة في سوريا بقيادة هيئة تحرير الشام بتقديم المسؤولين السابقين إلى العدالة.
وفي عام 2013، ألقت الحكومة السورية اللوم على مقاتلي المعارضة في الهجوم المميت، وهو الاتهام الذي رفضته الأخيرة، قائلة إن نظام الأسد هو الوحيد الذي يمتلك غاز السارين.
وقع الهجوم الكيماوي في الحادي والعشرين من أغسطس/آب، مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص، وأدى إلى توتر كبير على الساحة الدولية.
وكاد الهجوم أن يُفضي إلى ضربة انتقامية من الولايات المتحدة، حيث اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما آنذاك أن استخدام الأسلحة الكيميائية قد تجاوز “الخط الأحمر”.
المصادر الإضافية • أ ب