في أعقاب فيضانات عارمة وانهيارات طينية اجتاحت جزيرة جاوة الرئيسية في إندونيسيا، استأنف رجال الإنقاذ عمليات البحث يوم الأربعاء للعثور على المفقودين، حيث ارتفع عدد القتلى إلى 19 شخصاً.
تسببت الأمطار الغزيرة يوم الإثنين في فيضان الأنهار التي دمرت تسع قرى في إقليم بيكالونغان بوسط جاوة، بينما أدت الانهيارات الطينية إلى دفن قرى جبلية بأكملها. وأظهرت المشاهد المروعة التي التقطتها فرق الإنقاذ كيف تحولت الطرق والحقول الخضراء إلى مساحات موحلة مغطاة بالصخور والأشجار المقتلعة.
وصرح المتحدث باسم الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، عبد المحاري، أن الانهيارات الطينية دمرت منزلين ومقهى في منطقة بيتونغكريون الجبلية، إلى جانب تدمير 25 منزلاً وسداً وثلاثة جسور رئيسية تربط القرى ببعضها. وأصيب 13 شخصاً بجروح، بينما اضطر حوالي 300 آخرين للجوء إلى مراكز إيواء مؤقتة وفرتها الحكومة.
كما واجهت عمليات البحث والإنقاذ صعوبات كبيرة بسبب الأحوال الجوية السيئة، بما في ذلك الانزلاقات الطينية والضباب الكثيف، ما أجبر الفرق على تعليق جهودها يوم الثلاثاء. ومع تحسن الطقس يوم الأربعاء، واصل رجال الإنقاذ العمل في القرى الأكثر تضرراً، خاصة في قرية كاسيمبار، بحثاً عن ناجين أو جثث تحت الأنقاض.
وفي منطقة بيتونغكريون، عثر رجال الإنقاذ على جثتين غطاها الوحل أثناء بحثهم في أكوام الطين والصخور التي دفنت منزلين ومقهى. ولا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن سبعة أشخاص مفقودين وسط هذه الظروف القاسية.
ولم تقتصر الكارثة على جاوة، حيث تم الإبلاغ عن انهيارات طينية وفيضانات في مناطق أخرى من البلاد. ففي بالي، تعرضت خمسة منازل لانهيار أرضي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وفقدان شخص واحد. وتعكس المشاهد المأساوية هشاشة المناطق المأهولة بالسكان في وجه قوى الطبيعة.
تعتبر الأمطار الموسمية التي تستمر من أكتوبر/ تشرين الأول إلى مارس/ آذار سبباً رئيسياً لهذه الكوارث في إندونيسيا، حيث يعيش الملايين في مناطق جبلية أو سهول خصبة بالقرب من الأنهار. ومع زيادة الأمطار نتيجة تغير المناخ، يُتوقع أن تصبح مثل هذه الكوارث أكثر تواتراً.
والانهيارات الطينية، كما يُعرّفها المسح الجيولوجي البريطاني، هي حركة جماعية للمواد مثل الصخور والتربة إلى أسفل المنحدرات، وقد تحدث فجأة أو ببطء بسبب الأمطار أو التآكل أو التغيرات في طبيعة المنحدر. ويزيد الوزن الزائد الناتج عن المطر من عدم استقرار التربة، ما يجعل المناطق أكثر عرضة لهذه الكوارث.
كما تشير الدراسات إلى أن تغير المناخ قد يؤدي إلى زيادة في عدد الانهيارات الطينية بسبب ارتفاع معدلات الأمطار. وبينما تواصل فرق الإنقاذ عملها في ظروف محفوفة بالمخاطر، تبقى هذه الكوارث تذكيراً قوياً بمدى تأثير تغير المناخ على المجتمعات البشرية والبيئة الطبيعية.