الأحد الماضي فوجئ أصحاب المكتبة العلمية بمدينة القدس المحتلة، باقتحامها من قبل شرطة الاحتلال بملابس مدنية، بذريعة التفتيش عن مواد تصفها بـ”التحريضية”.
ولم تكتف قوات الاحتلال بالاقتحام والتفتيش إنما صادرت مئات الكتب وجميعها باللغات الأجنبية، لكتّاب وباحثين وخبراء من أنحاء العالم، تعالج في مجملها الصراع في الشرق الأوسط.
يقول مراد منى أحد مالكي المكتبة، إن شرطة الاحتلال اعتقلت شقيقه محمود وابن شقيقه أحمد بعد اقتحام المكتبة وأخضعتهما للتحقيق، ووجهت لهما تهمة “الإخلال بالنظام” وطالبت بتمديد اعتقالهما، مع أنهما يمتلكان واحدة من أهم مكتبات القدس، إلا أن المحكمة أفرجت عنهما شريطة الحبس المنزلي.
ويوضح منى أن المكتبة “معروفة محليا وعالميا، ويرتادها صحفيون ودبلوماسيون وسياسيون من أنحاء العالم”.
وتتميز المكتبة عن باقي المكتبات بوجود مقهى في داخلها، يقدم مشروبات ووجبات خفيفة للزائرين، فباتت أشبه بصالون ثقافي تناقش فيه الإصدارات والكتب الحديثة.
وتأسست المكتبة قبل نحو 40 عاما، وتعد اليوم من أهم المكتبات الفلسطينية في المدينة المحتلة، ولها 3 فروع تعنى بشؤون الشرق الأوسط وحضارته تاريخا وأدبا، إضافة إلى تشكيلة واسعة من الكتب في قضايا الصراع العربي الإسرائيلي بالعديد من اللغات.
وفازت المكتبة العلمية التي تضم مقهى الكتاب الثقافي في القدس، بجائزة أحسن مكتبة لعام 2011 على مستوى فلسطين، وثالث أفضل مكتبة على صعيد الشرق الأوسط من قبل مؤسسة لونلي بلانيت وبي بي سي بلندن.
ومنذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 شدد الاحتلال إجراءاته في القدس وملاحقته للمقدسيين، بما في ذلك تكثيف حملات الاعتقال التي طالت أكثر من 2100 مقدسي أغلبهم بذريعة “التحريض” في منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي.