في أول زيارة له منذ توليه منصبه، وصل الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع صباح الأحد إلى مدينة اللاذقية، إحدى أبرز المدن الساحلية في شمال غرب سوريا. وتأتي هذه الزيارة في إطار جهود الشرع لترسيخ صورته كرئيس يمثل جميع السوريين، في ظل مرحلة سياسية غير مسبوقة تعيشها البلاد.
احتشدت أعداد كبيرة من المواطنين في ساحة الشيخ ضاهر وسط المدينة لاستقبال الشرع، فيما شهدت المنطقة انتشارًا أمنيًا مكثفًا، مع إغلاق الطرق المؤدية إلى الساحة لضمان تأمين الزيارة.
وكان رجل دمشق القوي في سوريا ما بعد الأسد، قد قام بجولات سابقة شملت مدينتي إدلب وحلب، حيث التقى بالسكان وتفقد أوضاع المناطق التي شهدت تحولات كبيرة بعد سقوط النظام السابق.
وكان الشرع قد عُين رئيسًا انتقاليًا في أواخر كانون الثاني/يناير، بعد قرابة شهرين من قيادته لقوات المعارضة التي أطاحت بنظام بشار الأسد. وعند تعيينه رسميًا، كشفت تقارير إعلامية عن خططه لتشكيل مجلس تشريعي مؤقت يتولى إدارة البلاد لحين إقرار دستور جديد.
ويُعرف الشرع بكونه الزعيم السابق لـ“هيئة تحرير الشام”، إحدى الجماعات التي لعبت دورًا محوريًا في المعارك ضد الأسد خلال الحرب الأهلية التي استمرت 13 عامًا والتي كانت مصنفة في خانة التنظيمات الإرهابية بحسب الأمم المتحدة.
وقد شهدت اللاذقية، التي كانت تعد معقلًا رئيسيًا للنظام السابق، تحولات كبيرة بعد سقوط الأسد، وسط مخاوف بين بعض سكانها من التبعات المحتملة لهذه التغيرات.
وتعد المحافظة مركزًا أساسيًا للطائفة العلوية، التي تشكل نحو 10% من السكان، ما زاد من حالة القلق بين أفرادها خشية تحميلهم مسؤولية سياسات النظام السابق.
ووثقت تقارير صادرة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع انتهاكات استهدفت أفرادًا من الطائفة خلال المرحلة التي أعقبت سقوط الأسد، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة.