ووفقًا لرويترز، أعرب ترامب عن خيبة أمله من استمرار روسيا في شن الهجمات، لافتاً إلى أن اجتماعه المنفرد مع زيلينسكي في الفاتيكان يوم السبت كان ناجحاً.
وكان ترامب وزيلينسكي قد التقيا على هامش جنازة البابا فرنسيس، في محاولة لإحياء الجهود المتعثرة لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ويعد هذا اللقاء الأول بين الزعيمين منذ المواجهة المثيرة للجدل التي حصلت في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في فبراير/ شباط الماضي، ويأتي في وقت حاسم بالنسبة للمفاوضات الرامية لإنهاء النزاع.
وفيما يتعلق بما إذا كان زيلينسكي مستعداً للتنازل عن القرم، شبه الجزيرة الواقعة على البحر الأسود، والتي ضمتها روسيا عام 2014، قال ترامب: “أعتقد ذلك، نعم. انظروا، القرم حدث قبل 12 عاماً”.
وبعد ذلك، وجّه ترامب اللوم إلى أسلافه الديمقراطيين، الرئيسين باراك أوباما وجو بايدن، معتبراً أنهما سمحا لروسيا بالاستيلاء على القرم “دون إطلاق رصاصة واحدة”.
وأضاف قائلاً: “لذا، لا تتحدثوا معي عن القرم. تحدثوا مع أوباما وبايدن عن القرم. وتذكروا، هذه حرب بايدن، وليست حرب ترامب. لقد جئت لمحاولة حل المشكلة. والمشكلة أن العديد من الأشخاص يُقتلون”.
وبحسب رويترز، تضمنت المقترحات الأمريكية لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا، اعتراف واشنطن بسيطرة موسكو على القرم، إضافة إلى الاعتراف الفعلي بسيطرة روسيا على أجزاء أخرى من الأراضي الأوكرانية.
وفي المقابل، تقترح المبادرات الأوروبية والأوكرانية تأجيل مناقشة قضايا الأراضي إلى ما بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وفيما يتعلق بزيلينسكي، قال ترامب يوم الأحد: “أراه أكثر هدوءاً. أعتقد أنه يفهم الصورة بشكل أوضح، وأعتقد أنه يريد التوصل إلى اتفاق”.
في الوقت نفسه، صرح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، يوم الأحد، أن إدارة ترامب قد تتخلى عن جهودها للتوسط في اتفاق إذا لم تُحرز روسيا وأوكرانيا تقدماً.
وقال روبيو في برنامج “واجه الصحافة” على شبكة “إن بي سي”: “يجب أن يحدث ذلك قريباً. لا يمكننا الاستمرار في تخصيص الوقت والموارد لهذا الجهد إذا لم يُفضِ إلى نتيجة”.
من جانبه، قال مايك والتز، مستشار الأمن القومي لترامب، إن الرئيس الأمريكي “عبّر عن إحباطه” من كل من بوتين وزيلينسكي، لكنه لا يزال مصمماً على التوسط في اتفاق. كما أشار والتز إلى أن الولايات المتحدة وأوكرانيا ستتوصلان في نهاية المطاف إلى اتفاق بشأن المعادن النادرة.
انتقاد لبوتين
وعقب اللقاء، وجّه ترامب انتقاداً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث كتب عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن “لا يوجد سبب” يدفع روسيا لإطلاق صواريخ على مناطق مدنية.
في المقابل، وفي مقابلة مسجلة مسبقاً بُثت الأحد على برنامج “واجه الأمة” عبر شبكة CBS، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده ستواصل استهداف المواقع التي تستخدمها القوات الأوكرانية.
وعندما سُئل لافروف عن ضربة روسية على كييف الأسبوع الماضي أدت إلى مقتل مدنيين، أوضح أن “الهدف الذي تم قصفه لم يكن منشأة مدنية بحتة”، مشدداً على أن روسيا “تستهدف فقط المواقع المستخدمة من قبل الجيش”.
من جانبه، كتب زيلينسكي عبر تطبيق تليغرام أن قائده العسكري الأعلى أبلغه بأن روسيا نفذت نحو 70 هجوماً يوم الأحد وحده.
وقال زيلينسكي: “الوضع على الجبهة والنشاط الفعلي للجيش الروسي يثبتان أن الضغط العالمي على روسيا لإنهاء هذه الحرب لا يزال غير كافٍ”.
وبحسب رويترز، رفض مسؤولون أوكرانيون وأوروبيون المقترحات الأمريكية بشأن إنهاء الحرب.
فقد صرّح وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، يوم الأحد، أن على أوكرانيا ألا توافق على الخطة الأمريكية، معتبراً أنها تتجاوز الحدود بتنازلها عن مساحات كبيرة من الأراضي مقابل وقف إطلاق النار.
وفي سياق متصل، أعرب زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، يوم الأحد عن قلقه من أن يخضع ترامب لضغوط بوتين.
وقال شومر عبر برنامج “حالة الاتحاد” على شبكة سي إن إن: “أن نتخلى عن أوكرانيا بعد كل تلك التضحيات والخسائر في الأرواح، وبعد توحيد الغرب كله ضد بوتين، سيكون بمثابة مأساة أخلاقية كبرى”.