بقلم: يورونيوز
نشرت في
ومن داخل تابوت فضي مفتوح، بدت جمجمة القديسة بزيّ الرهبنة تغلفها أقمشة احتفالية، بينما بقيت بقية الجسد مغطاة. وعلى الرغم من أن الجسد ليس كاملاً، إلا أن الحضور غمرهم شعور بالرهبة والانبهار.
قالت جيوما سانشيز، التي قدمت من مدريد مع ابنتيها: “شعرت بالفرح والحزن في آنٍ واحد”، مضيفةً أنها جاءت تكريماً لوالدتها التي كانت مهووسة بكتابات تيريزا وتأثيرها.
في صباح الإثنين، تم إغلاق التابوت مجدداً، ونُقل في موكب مهيب عبر شوارع البلدة وسط ترانيم وصلوات الحجيج. وحتى الآن، لا يُعرف متى ستُعرض الرفات مرة أخرى، خاصةً أن آخر عرض لها كان عام 1914 ليومٍ واحد فقط.
لكن هذا العام، استمر العرض لمدة أسبوعين واستقطب حوالي 100 ألف زائر، بحسب الأب ميغيل أنخيل غونزاليس، رئيس رهبنة الكرملية الحافية في سالامانكا.
وتيريزا، التي تُعدّ من أبرز رموز العصر الذهبي الإسباني والإصلاح الديني في القرن السادس عشر، اشتهرت بتأملاتها وكتاباتها التي وصفت بأنها “أطروحة روحية عميقة”، بحسب البروفيسور خوسيه كالفو من جامعة سالامانكا البابوية.
كما يُذكر أن قلب القديسة محفوظ في جزء آخر من الكنيسة، بينما تنتشر أجزاء أخرى من جسدها، منها يد وأصابع وفك، في كنائس أوروبية كذخائر مقدسة. ويُقال إن الديكتاتور الإسباني الراحل فرانثيسكو فرانكو كان يحتفظ بيدها قرب سريره.
وفي العام الماضي، زار البابا ليو الرابع عشر مسقط رأسها في مدينة أفيلا، في بادرة تكريم جديدة للقديسة التي لا تزال تلهم المؤمنين حتى اليوم.
ورغم بعض ردود الفعل الساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي، أصرّ مسؤولو الكنيسة على أن عرض الجثمان تقليد كاثوليكي قديم، وأن عدم تحلل جسدها يُعدّ دليلاً على قداستها.