يلتئم غداً (الإثنين)، في نيويورك، مؤتمر حل الدولتين، الذي تنظمه السعودية وفرنسا، لتوسيع دائرة الاعتراف الدولي بحل الدولتين، باعتباره خياراً وحيداً لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وثمةَ كثيرٌ من المؤشرات التي تؤكد نجاح مؤتمر نيويورك، حتى قبيل انعقاده؛ إذ أعلنت مئات الدول رغبتها في الاعتراف بحل الدولتين، وبالدولة الفلسطينية، وبينها قوى كبرى، منها بريطانيا، وإسبانيا، وفرنسا، والبرتغال وبلجيكا. غير أن إسرائيل ترى في مؤتمر حل الدولتين خطراً وشراً يمنعانها من ضم قطاع غزة والضفة الغربية؛ وأن ذلك هو أنجع السبل لتدمير مواقف الدول المنادية بحل الدولتين، وبالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة. وتضيف إسرائيل إلى ذلك الاستمرار في وحشية إبادتها الجماعية لسكان غزة، وتقتيل الأطفال والنساء بالتجويع، والقصف البري والجوي والبحري المتواصل على المدنيين، الذين تسوقهم كل يوم لمغادرة مساكنهم، والتوجه إلى مناطق توزيع الإغاثة الإنسانية حيث تقتل عشرات منهم كل يوم من دون ذنب جَنَوْهُ. وفيما تردد أمس أن الرئيس دونالد ترمب ينوي بيعَ إسرائيلَ أسلحةً أمريكية بـ6 مليارات دولار، لن تستطيع الدول العربية النجاة من عربدة بنيامين نتنياهو، وقلَّة أدبه، وفظاعته وبشاعته إلا بتعزيز التكتلات والتحالفات مع القوى العربية الإسلامية القادرة على مواجهة نتنياهو وجيش عدوانه. والأمل كبير في أن يسفر مؤتمر حل الدولتين في نيويورك، المنعقد برئاسة السعودية وفرنسا، عن إعلان قوى خارج الشرق الأوسط رغبتها في التحالف مع الدول العربية والإسلامية لتشكيل حاجز صَدٍّ قوي ضد عربدة نتنياهو وسفهاء حكومته مثل ساعر وسموتريتخ وبن غفير. والأمل أكبر في أن يؤدي مؤتمر حل الدولتين إلى ترسيخ حق الفلسطينيين في أرضهم ودولتهم، وفي الأمن والسلام الذي لم يعرفوه منذ الاحتلال اليهودي في عام 1948.
أخبار ذات صلة