دخلت الولايات المتحدة رسمياً، اليوم (الأربعاء)، في ما يعرف بـ«حالة الشلل الفيدرالي»، بعد أن أخفق الكونغرس في إقرار مشروع التمويل الاتحادي، ما أدى إلى توقف العمل في وزارات ووكالات اتحادية ودفع مئات آلاف الموظفين إلى إجازة قسرية بلا رواتب.
وللمرة الأولى منذ 7 سنوات، أغلقت الحكومة الأمريكية بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء (بالتوقيت المحلي)؛ إثر فشل مجلس الشيوخ في تمرير اتفاق لتمديد تمويل الحكومة، ما أثار قلقا في واشنطن بشأن المدة التي قد يستمر فيها إغلاق الحكومة. ولوح الرئيس دونالد ترمب بإجراءات لا يمكن التراجع عنها بما في ذلك فصل جماعي للموظفين الفيدراليين.
وفشل الجمهوريون في مجلس الشيوخ قبل الإغلاق بساعات، في تمرير مشروع قانون لتمويل الحكومة، بعدما سبقهم الديمقراطيون بمشروع آخر لم يحصد الأصوات الكافية لإقراره.
ماذا بعد الإغلاق؟
شهد آخر إغلاق للحكومة عام 2018-2019، والذي استمر 35 يوماً، منح نحو 380 ألفاً منهم إجازة قسرية من بين نحو مليوني موظف كانوا يعملون، فيما واصل نحو 420 ألف موظف عملهم دون أجر. واضطر كثيرون منهم إلى تأجيل سداد أقساط الرهن العقاري أو مدفوعات بطاقات الائتمان، ما عرضهم لخطر دفع غرامات التأخير أو التخلف عن سداد القروض.
وبموجب القانون، ستستمر الأنشطة الأساسية لحماية الحياة والممتلكات مثل العمليات العسكرية وإنفاذ القانون وفحص الأغذية. ويجب على الرئيس الاستمرار في أداء مسؤولياته الدستورية، ولذلك يبقى معظم البيت الأبيض، كما يجب دفع رواتب أعضاء الكونغرس بموجب التعديل السابع والعشرين للدستور.
الديمقراطيون السبب
من جانبها، أفادت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم بأن عناصر إنفاذ القانون في الوزارة سيواصلون عملهم طوال فترة «الإغلاق الذي تسبب فيه الديمقراطيون».
ولفتت إلى أن هناك عدداً من الكيانات، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي ومكتب الحماية المالية للمستهلك، لا يتم تمويلها من خلال الاعتمادات السنوية التي يقرها الكونغرس، ويمكنها الاستمرار في العمل اعتماداً على مصادر تمويلها الخاصة.
ومن المقرر أن تستمر إدارة الطيران الفيدرالية وإدارة أمن النقل في تقديم وظائف السلامة الأساسية ولن تتوقف.
وسوف يواجه المسافرون تأخيرات، إذ إن مراقبي الحركة الجوية وضباط إدارة أمن النقل سيعملون من دون أجر، وهو ما أدى في الإغلاقات السابقة إلى ارتفاع معدلات الغياب عن العمل.
يُستثنى الأفراد العسكريون النظاميون من الإجازات القسرية ويواصلون الحضور إلى الخدمة من دون أجر. أما معظم الموظفين المدنيين في وزارة الدفاع فسيتم منحهم إجازات قسرية في البداية.
الحكومة مغلقة
وأنحى رئيس مجلس النواب مايك جونسون باللائمة على زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر لعدم حشد الديمقراطيين خلف مقترح التمويل الجمهوري. وقال جونسون في مقابلة مع CNN إنه لن يتفاوض مع الديمقراطيين إلا بعد إعادة فتح الحكومة، قائلاً: «لا يوجد ما يتم التفاوض عليه». وتساءل: إلى متى سيبقي تشاك شومر الحكومة مغلقة.
بدوره، أعلن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز أن الديمقراطيين ما زالوا مستعدين للتفاوض بشأن مشروع قانون تمويل الحكومة، وقال «نحن نقول فلنموّل الحكومة.. دعونا نجلس».
أخبار ذات صلة