تتسارع المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي في قلب وادي السيليكون، حيث تروج شركات ناشئة ثقافة عمل قاسية تتجاوز الحدود التقليدية، إذ يصل أسبوع العمل إلى 72 ساعة أو أكثر، في ما يشبه العودة لحقبة «العمل أولاً، ثم الحياة».
وسلط تقرير لصحيفة واشنطن بوست الضوء على المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Browser Use ماجنوس مولر الذي لا يعرف شيئًا عن مفهوم «عطلة نهاية الأسبوع». ولهذا يبدأ يومه عند السابعة صباحًا، ولا ينتهي قبل منتصف الليل. ويعيش مع خمسة من زملائه في ما يُعرف بـ «منزل القراصنة التقني»، في حي راقٍ بمدينة سان فرانسيسكو، حيث تُعقد جلسات عصف ذهني فجراً أمام سبورة بيضاء، كلما خطرت فكرة لوكيل ذكاء اصطناعي جديد.
وتشبه هذه الثقافة نظام «996» (العمل من 9 صباحًا حتى 9 مساءً، 6 أيام في الأسبوع) الشهير في الصين. ووفقا لتقارير إعلامية فقد بدأت تجتذب انتباه شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة في الغرب، التي ترى أن التضحيات الشخصية ضرورية لتحقيق قفزات تقنية.
لكن هذه الممارسات تثير قلقاً متزايداً في أوساط خبراء الصحة النفسية والعمل، الذين يحذرون من أن نمط العمل هذا لا يُحتمل على المدى الطويل، وقد يؤدي إلى إنهاك بدني وعقلي، خصوصاً مع غياب الحدود بين الحياة الشخصية والمهنية.
في المقابل، يرد المدافعون بأن المنافسة شرسة، وأن من لا يواكب هذه الوتيرة «سيُدهس»، مؤكدين أن هذه التضحيات المؤقتة هي طريقهم لصنع تاريخ في عالم التقنية.
وفي ظل السباق العالمي للهيمنة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، يبدو أن بعض الشركات مستعدة لفعل أي شيء.. حتى لو كان ذلك على حساب الإنسان.
أخبار ذات صلة