علمت «عكاظ» من مصادر مطلعة، أن زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة في الـ10 من نوفمبر الجاري ستكون حاسمة بالنظر إلى الملفات العالقة، خصوصاً فيما يتعلق بالقضايا ذات الصلة بالموقف الأمريكي، وعلى رأسها الدخول إلى التحالف الدولي، إنهاء ملف قوات سورية الديموقراطية (قسد) على المستوى السياسي والأمني، الحوكمة، وعملية السلام والتطبيع مع إسرائيل التي تشكل أولوية للإدارة الأمريكية، لكن دون استعجال في المرحلة الحالية.
زيارة ورسائل سياسية
وحسب مصدر غربي تحدث لـ«عكاظ»، فإن دخول سورية إلى التحالف الدولي، كان يمكن أن يتم عبر المبعوث الأمريكي الخاص توم باراك، الذي يزور سورية باستمرار وعلى علاقة وطيدة بالشرع، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أراد من زيارة الشرع إلى البيت الأبيض إرسال رسائل سياسية إلى إسرائيل وإيران، مفادها أن الإدارة السورية الجديدة مدعومة منه شخصياً، حتى لا تتمادى إسرائيل في انتهاكاتها للأراضي السورية. ولم يستبعد المصدر مزيد من التحرشات الإسرائيلية العسكرية رداً على دعوة الشرع إلى أمريكا.
وفيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، استبعدت المصادر، أن يتم خلال هذه الزيارة، لكن الأمر مرتبط بالنوايا الإسرائيلية التي تشكك الإدارة الأمريكية في مدى استعدادها لعقد صفقة سلام مع سورية، في الوقت الذي قدمت الإدارة السورية في أكثر من مناسبة إلى واشنطن استعدادها لسلام دائم على غرار كامب ديفيد بحضور دولي واسع.
استقرار إقليمي ودولي
وبحسب مصادر عربية وغربية متطابقة، فإن الدعم السياسي السعودي للحكومة السورية الجديدة، كان من أكثر الأدوات الفاعلة في الترويج للحكومة الجديدة على أنها عامل استقرار إقليمي ودولي، ولفتت إلى أن المملكة تعمل على دعم نشاط الحكومة السورية في كل المحافل الدولية، خصوصاً في الولايات المتحدة، وتأتي هذه الزيارة نتيجة تفاهمات سعودية أمريكية على دعم حكومة الشرع.
وأكد مصدر أمريكي أن زيارة الشرع إلى الولايات المتحدة بعد أقل من شهرين على زيارة نيويورك والمشاركة في أعمال الجمعية العامة، إشارة أمريكية واضحة خصوصاً من الرئيس ترمب على أن سورية تحت المظلة الأمريكية، إلا أن هذا مرتبط في الوقت ذاته بأداء الحكومة السورية على مستوى المشاركة السياسية والحفاظ على المكونات ووقف حالات الانتهاك.
حسم كل القضايا
وقال مراقبون أمريكيون مقربون من صناع القرار في الإدارة الأمريكية، إن ترمب لديه خطوط حمراء في التعامل مع سورية وفي مقدمتها التأكد من عدم عودة إيران إلى سورية سواء عبر روسيا، أوما تبقى من المؤيدين لإيران خصوصاً الشخصيات التي عملت مع النظام السابق، أما الخط الأحمر الثاني فهو عدم وقوع أية أحداث مشابهة لما حدث في الساحل السوري في الـ7 من مارس الماضي، وكذلك ما حدث في السويداء في يوليو الماضي. وأضاف هؤلاء أن ترمب يريد حسم كل القضايا مع سورية في هذه الزيارة ووضع سورية على السكة السياسية دون أن تتحول إلى مصدر قلق وتذمر من المجتمع المدني السوري الذي يضغط بشكل دائم عبر اللوبيات في الإدارة الأمريكية.
رفع العقوبات وتشجيع الاستثمارات
ولفت المصدر إلى أن التوجه الأمريكي الآن هو دولة موحدة ومشاركة كل المكونات على المستوى العرقي والمذهبي، دون تجاهل أي طرف سوري، مقابل ذلك ستشجع الإدارة الأمريكية الشركات الخاصة للاستثمار في سورية دون العمل على إعادة الإعمار الذي سيكون مسؤولية بعض الدول الإقليمية.
وتأتي زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة، في ظل السعي لرفع العقوبات عن دمشق بشكل كامل والإسراع في الإجراءات، بينما تتطلع العديد من الشركات الأجنبية إلى الاستثمار في سورية بعد الرفع الكامل للعقوبات وعلى رأسها «قانون قيصر»، فيما تمتنع الشركات الأجنبية عن الدخول في سوق الاستثمار؛ بسبب عدم وجود نظام سويفت العالمي للتحويلات المالية.
وحتى الآن، تحظى الحكومة السورية بدعم دولي وإقليمي، بعد سقوط نظام بشار الأسد، في محاولة لعدم تحول سورية مجدداً إلى ساحة من الصراع والاستقطاب الدولي، الأمر الذي سيكون له تداعيات على الوضع الإقليمي والدولي.
أخبار ذات صلة













