تشهد مدينة الفاشر في إقليم دارفور السوداني كارثة إنسانية جديدة منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها، حيث أفادت تقارير بوقوع مجازر جماعية ذات طابع عرقي ضد السكان المحليين. وقد حاصر أكثر من 100 ألف شخص داخل المدينة بعد أسبوعين من سقوطها، بينما فر عشرات الآلاف إلى مناطق مجاورة، ولكن قلة منهم تمكنوا من الوصول إلى أماكن آمنة.
وتشير شهادات الناجين وتقارير المنظمات الإنسانية إلى أن القوات المهاجمة نفذت عمليات قتل جماعي ودفن في مقابر جماعية، كما أحرقت جثثا في الشوارع لإخفاء الأدلة. وتقول منظمات الإغاثة إن العديد من الأطفال وصلوا إلى المخيمات من دون ذويهم، مما يدل على أن آباءهم قتلوا أو فقدوا أو اختطفوا.
فظائع مروعة في الفاشر
وقالت سجدة، التي فضلت عدم ذكر اسمها الكامل، إنها غادرت الفاشر قبل سقوطها، وتعرضت للسرقة والشتائم من قبل جنود قوات الدعم السريع الذين وصفوها بصفات سيئة. وهي الآن تعيش في قلق دائم على أفراد عائلتها الذين بقوا في المدينة حيث الاتصالات مقطوعة.
أما عائشة فقد قررت مغادرة الفاشر عندما كانت المدينة محاصرة. وتقول إنها كانت في السوق عندما سقطت قنبلة، ورأت رؤوسا وأطرافا مقطوعة. وتضيف أنها هربت مع أختها وأطفالهما، ولكن جنود الدعم السريع وصلوا على ظهور الجمال وضربوهن بالعصي.
وذكرت تقارير أن الناجين الذين تمكنوا من الهرب يروون فظائع مروعة، كقتل عائلات بأكملها، واغتصاب نساء وفتيات، وضرب المدنيين أثناء محاولتهم الفرار. إضافة إلى عمليات ابتزاز مالي وطلب فدى.
تحذيرات من إبادة جديدة
وفي ظل هذا الوضع المأساوي، تتواصل حالات النزوح الجماعي نحو بورتسودان ومناطق أخرى، رغم الانعدام شبه التام للاتصالات منذ سقوط المدينة. مما يجعل من الصعب معرفة مصير عشرات الآلاف من المحاصرين.
من جانبها، نددت الأمم المتحدة بوقوع انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، مؤكدة أن ما يجري في الفاشر يمثل خطرا متصاعدا بحدوث إبادة جديدة في دارفور. خاصة أن طرفي الصراع، قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، يرفضان وقف القتال.
وفي الختام، يبقى الوضع في الفاشر غير مستقر، مع استمرار معاناة المدنيين العالقين بين نيران الحرب والعرقية والانتقام. وتظل الجهود الدولية ضرورية لوقف القتال وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين.













