في إطار جهودها الإنسانية المتواصلة لدعم القطاع الصحي في السودان، نفذت قطر الخيرية تدخلا نوعيا جديدا من خلال توفير 8 حضّانات للأطفال الحديثي الولادة والخُدج في ولايتي الجزيرة والبحر الأحمر، بالإضافة إلى أجهزة علاج بالأشعة الضوئية للأطفال المصابين باليرقان، بدعم من أهل الخير في قطر. وقد جاء هذا التدخل في ظل الحملة الإنسانية “نفرة السودان” التي أطلقتها قطر الخيرية.
وأعرب الدكتور أسامة عبد الرحمن الفكي، المدير العام والوزير المكلف لوزارة الصحة بولاية الجزيرة، عن تقديره لدعم قطر الخيرية، مؤكدا أن هذه الشراكة شكلت دعما أساسيا لتطوير القطاع الصحي في الولاية. وأضاف أن توفير هذه الأجهزة من شأنه أن يعزز قدرات المستشفى ويحسن الخدمات المقدمة للأطفال.
تخفيف المعاناة
وتبرز أهمية هذا التدخل الصحي في ظل تفاقم معاناة القطاع الصحي في السودان نتيجة الحرب التي أدت إلى تعطل عدد من المستشفيات وتلف كثير من الأجهزة الطبية. وقد خلق هذا الوضع حاجة عاجلة لتوفير المعدات الطبية الضرورية، خاصة في الولايات التي شهدت عودة طوعية كبيرة في الفترة الأخيرة، كما هو الحال في ولاية الجزيرة.
وأوضحت الدكتورة زينب أحمد الطيب، اختصاصية طب الأطفال وحديثي الولادة ورئيسة قسم حديثي الولادة في مستشفى أمراض النساء والتوليد بمدينة ود مدني بولاية الجزيرة، أن 3 من أصل 6 حضانات في القسم كانت معطلة ولا تعمل بكفاءة. وأضافت أن هناك حاجة ماسة لمزيد من الحضانات والأجهزة لضمان تقديم الخدمة للأطفال، مشيرة إلى أن قسم الولادة يستوعب من 15 إلى 20 طفلا، بينما يوجد حاليا نحو 34 طفلا في الحضانة.
تأثير الدعم على القطاع الصحي
ونوهت الدكتورة خادم الله، مسؤولة قسم الأطفال الحديثي الولادة بمستشفى النساء والتوليد، بالأثر الإيجابي لتوفير الحضّانات وأجهزة العلاج الضوئي من أهل الخير في قطر. وأعربت عن أملها في استمرار الدعم للمستشفى، مؤكدة أن هذه الأجهزة خففت من المعاناة ودعت الله أن يجزي المتبرعين خيرا.
الجدير بالذكر أن الدعم الصحي الذي قدمته قطر الخيرية من خلال توفير الحضانات وأجهزة العلاج بالأشعة الضوئية للأطفال الحديثي الولادة جاء بالتزامن مع توفير 14 ماكينة لغسيل الكلى لعلاج المرضى الأكثر احتياجا في ولاية نهر النيل. وقد جاء ذلك في إطار سلسلة طويلة من التدخلات المستمرة لتوفير الأجهزة والمستهلكات الطبية والأدوية المنقذة للحياة، خاصة لمرضى الفشل الكلوي والسرطان في السودان.
وفي الختام، يتوقع أن يستمر دعم قطر الخيرية للقطاع الصحي في السودان، خاصة في ظل الحاجة المستمرة للأجهزة والمعدات الطبية. وستظل المتابعة ضرورية لتقييم تأثير هذه الجهود على تحسين الخدمات الصحية في المناطق المتضررة.













