توفي الممثل الياباني الشهير تاتسويا ناكاداي عن عمر يناهز 92 عاما، وفق ما ذكرته وكالة أنباء “كيودو” اليابانية، اليوم الثلاثاء. ناكاداي، الذي ولد في طوكيو، كان قد أثرى السينما اليابانية بأدائه في العديد من الأفلام، خاصة تلك التي أخرجها المخرج الياباني الراحل أكيرا كوروساوا، مثل فيلم “محارب الظل” (Kagemusha).
بدأ ناكاداي مسيرته الفنية في عام 1952 عندما انضم إلى مدرسة للتمثيل. سرعان ما ارتقى إلى النجومية بعد مشاركته في ثلاثية “الحالة الإنسانية” (Ningen no Joken) التي أخرجها ماساكي كوباياشي، والتي صورت صراع رجل مسالم في اليابان خلال الحرب. هذه الأفلام وغيرها جعلت منه أحد أبرز الممثلين اليابانيين في جيله.
أبرز الأفلام التي شارك فيها ناكاداي
شارك ناكاداي في العديد من الأفلام الرائعة التي تركت بصمة في تاريخ السينما اليابانية. من أبرز هذه الأفلام فيلم “محارب الظل” الذي صدر عام 1980، وهو فيلم يروي قصة لص يتم توظيفه لانتحال شخصية قائد ساموراي. الفيلم فاز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي في نفس العام، مما يعكس قوة أداء ناكاداي وتأثيره في السينما العالمية.
كما شارك ناكاداي في فيلم “ران” (Ran) الذي أخرجه كوروساوا عام 1985، وهو فيلم مستوحى من مسرحية شكسبير “الملك لير”. هذا الدور أضاف إلى سمعة ناكاداي كممثل قادر على تجسيد الشخصيات المعقدة ببراعة. خلال مسيرته، عمل ناكاداي مع العديد من المخرجين اليابانيين البارزين، مما جعله ركيزة أساسية في السينما اليابانية.
مساهمة ناكاداي في تطوير السينما اليابانية
لم يكن ناكاداي مجرد ممثل بارع، بل كان أيضًا معلمًا ومشجعًا للجيل الجديد من الممثلين. في عام 1975، أسس مع زوجته، ياسوكو ميازاكي، مدرسة “موميجكو” لتدريب الممثلين الشباب في طوكيو. هذه الخطوة تعكس التزامه بتمرير خبرته والمساهمة في تطوير المواهب الشابة في مجال التمثيل.
حصل ناكاداي على وسام الثقافة من الحكومة اليابانية في عام 2015، تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في الفن الياباني. وافته المنية في مستشفى بطوكيو بسبب إصابته بالتهاب رئوي في ساعة مبكرة من يوم السبت الماضي، الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
التأثير المستمر لتاتسويا ناكاداي
رحيل ناكاداي يمثل خسارة كبيرة للسينما اليابانية والعالمية. يظل إرثه الفني قائمًا من خلال الأفلام التي شارك فيها، والتي تظل محط إعجاب الجماهير والنقاد على حد سواء. ومع استمرار تأثير أفلامه، من المتوقع أن يظل ناكاداي في ذاكرة محبي السينما لسنوات قادمة.
في ضوء رحيل ناكاداي، ينتظر الجمهور معرفة كيف سيتم تخليد ذكراه في الأوساط الفنية، وما إذا كانت ستُقام فعاليات أو تكريمات خاصة به. يبقى السؤال حول تأثير رحيله على الجيل الجديد من الممثلين الذين تدربوا تحت إشرافه، وكيف سيُواصلون مسيرته الفنية.













