بدأ استقبال قلعة “أسكيران” التاريخية في منطقة قره باغ بأذربيجان للزوار بعد الانتهاء من أعمال ترميم واسعة النطاق، وذلك في أعقاب استعادة أذربيجان السيطرة على المنطقة. تُعد قلعة أسكيران، المعروفة بـ “البوابة الشرقية لجبال قره باغ”، معلمًا تاريخيًا بارزًا يعود إلى القرن الثامن عشر، ويشهد الآن إحياءً لاهتمام السياح المحليين والدوليين بعد سنوات من الإهمال. يهدف هذا الترميم إلى الحفاظ على هذا الموروث الثقافي وتعزيز السياحة في المنطقة.
الترميم يعيد الحياة لـ قلعة أسكيران التاريخية
تعود أصول القلعة إلى عام 1751، حيث أمر ببنائها الحاكم بيناه علي خان لأغراض دفاعية على ضفتي نهر كاركار. كانت القلعة بمثابة نقطة استراتيجية مهمة في المنطقة، بأسوارها التي تتراوح بين 9 و12 مترًا وبعرض مترين، حسبما صرح شامخال أديغوزيلوف، خبير العلاقات العامة في الرئاسة الأذربيجانية. شهدت القلعة فترة من الإهمال بعد النزاع الأذري الأرميني، لكن استعادة السيطرة عليها فتح الباب أمام جهود الترميم المكثفة.
خلفية النزاع وتأثيره على القلعة
ظلت القلعة تحت سيطرة القوات الانفصالية الأرمينية منذ عام 1992، وشهدت خلال تلك الفترة تدهورًا في حالتها. انتهى هذا الوضع مع عمليات الجيش الأذربيجاني في قره باغ والتي بدأت في 27 سبتمبر 2020، والتي أدت إلى توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا في نوفمبر من نفس العام. نص الاتفاق على استعادة باكو السيطرة على عدة محافظات بما في ذلك المنطقة المحيطة بأسكيران.
أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الثامن من نوفمبر يومًا للنصر، احتفالًا باستعادة السيطرة على مدينة شوشة، وهي مدينة ذات أهمية ثقافية وتاريخية كبيرة في قره باغ. هذا النصر مهد الطريق للبدء في مشاريع إعادة الإعمار والترميم في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك قلعة أسكيران.
السياحة في قره باغ: آفاق جديدة
مع استعادة الأمن والاستقرار، بدأت منطقة قره باغ في جذب اهتمام متزايد من السياح. تتميز المنطقة بطبيعتها الخلابة وتراثها الثقافي الغني، بما في ذلك المعالم التاريخية مثل قلعة أسكيران. تعزز أعمال الترميم والتطوير من قدرة المنطقة على استقبال الزوار وتقديم تجارب سياحية فريدة. تعتبر السياحة أداة مهمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة بعد سنوات من الصراع.
يشكل ترميم المعالم التاريخية مثل قلعة أسكيران جزءًا من استراتيجية أذربيجان الأوسع نطاقًا لإحياء التراث الثقافي وتعزيز السياحة المستدامة. تتضمن هذه الاستراتيجية أيضًا تطوير البنية التحتية السياحية، وتحسين خدمات الضيافة، وتنظيم فعاليات ثقافية لجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. تعمل الحكومة الأذربيجانية على تسهيل إجراءات التأشيرة وتحسين الوصول إلى المنطقة لجعلها وجهة سياحية أكثر جاذبية.
يرى مراقبون أن قره باغ، بما في ذلك قلعة أسكيران، لديها إمكانات كبيرة لتصبح وجهة سياحية رئيسية في المنطقة. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تواجه تطوير السياحة، مثل إصلاح الأضرار التي خلفتها الحرب، وتوفير الأمن والاستقرار، وتطوير البنية التحتية اللازمة. الجهود جارية لمواجهة هذه التحديات وتوفير بيئة سياحية آمنة ومرحبة.
من المتوقع أن تعلن الحكومة الأذربيجانية عن خطط إضافية لتطوير قطاع السياحة في قره باغ خلال الأشهر القادمة، بما في ذلك استثمارات في الفنادق والمطاعم ووسائل النقل. هذه الخطط ستلعب دورًا حاسمًا في تحويل المنطقة إلى وجهة سياحية متكاملة. من الجدير بالمتابعة كيفية استجابة السوق السياحي لهذه التطورات، وما إذا كانت المنطقة ستشهد تدفقًا كبيرًا من الزوار في المستقبل القريب، مع التركيز بشكل خاص على جذب المزيد من السياح المهتمين بالتراث والثقافة الأذربيجانية. من المنتظر أيضاً تقييم أثر هذه الخطط على عمليات الترميم الأخرى للمواقع الأثرية والتاريخية في المنطقة.












