دافع مدافع ريال مدريد دين هويسن عن زميله في منتخب إسبانيا لامين جمال، وسط الجدل الدائر حول استبعاده من قائمة “لاروخا” قبل مباراتين حاسمتين في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم. وقد أثار قرار استبعاد لامين جمال غضبًا واسعًا، خاصةً بعد تأخر إبلاغ الاتحاد الإسباني لكرة القدم بمشكلة لياقته البدنية من قبل نادي برشلونة قبل ساعات فقط من بدء المعسكر.
وتأتي هذه الأحداث في وقت حرج للمنتخب الإسباني، حيث يستعد لمواجهة جورجيا وتركيا في مباريات مصيرية لحسم التأهل لنهائيات كأس العالم. ويثير توقيت المشكلة جدلاً حول التواصل بين الأندية والمنتخب، وأولويات اللاعبين فيما يتعلق بالمشاركة الدولية.
الدفاع عن لامين جمال ومواجهة الانتقادات
أبدى هويسن تعاطفه مع زميله الشاب، مشيرًا إلى أن انزعاج لامين ناتج عن الإصابة، وهو أمر طبيعي يستدعي العودة إلى النادي لتلقي العلاج. وقال هويسن في برنامج “لا تريبو” الإذاعي: “لامين يشعر بانزعاج (ألم العانة) ومن الطبيعي أن يعود إلى منزله، أنا أيضًا فعلت ذلك”، مضيفًا أن الشباب يتعرضون لتضخيم الأمور والانتقاد لأتفه الأسباب، مشبهًا ذلك بالضغوط التي يتعرض لها فينيسيوس جونيور لاعب ريال مدريد.
وأضاف هويسن أن وسائل الإعلام يجب أن تكون موضوعية في انتقاداتها، وأن تتجاوز الحدود في بعض الأحيان. كما أكد على الروح الطيبة بين لاعبي المنتخب الإسباني، على الرغم من المنافسة الشديدة بينهم على مستوى الأندية. وقال: “حين نأتي إلى هنا نكون زملاء، وحين نلعب ضد بعضنا نكون خصوما، وهذا أمر طبيعي”.
أجواء ريال مدريد والتعامل مع الضغوط
تطرق هويسن إلى تجربته الشخصية في ريال مدريد، مؤكدًا أن النادي هو الأكبر في العالم وأن الحديث عنه مستمر. واعترف بأن الضغط الإعلامي في مدريد كبير، ولكن أكد على استعداده للتعامل مع هذا الوضع. وقال: “في مدريد إذا خضت مباراة سيئة يُثار الذعر بسرعة، لكن الموسم طويل ويجب التحلي بالهدوء”.
وأضاف أنه يعيش حياة طبيعية بعيدًا عن الأضواء، ولا يقرأ الصحف، ويركز على التدريب والراحة. هذا النهج يهدف إلى الحفاظ على تركيزه وتجنب تأثير الضغوط الخارجية على أدائه في الملعب.
مباراتان حاسمتان للمنتخب الإسباني
يستعد منتخب إسبانيا لمواجهة جورجيا في 16 نوفمبر خارج أرضه، ثم يستضيف تركيا في 19 نوفمبر، في إطار الجولتين الخامسة والسادسة من تصفيات كأس العالم 2026. ويتصدر المنتخب الإسباني المجموعة الخامسة برصيد 12 نقطة، بفارق 3 نقاط عن تركيا.
وتعتبر هاتان المباراتان حاسمتان لحسم التأهل إلى كأس العالم، حيث يسعى المنتخب الإسباني لتحقيق الفوز في كلتيهما لضمان تأهله مبكرًا. في المقابل، يطمح المنتخب التركي إلى تحقيق نتائج إيجابية للضغط على المتصدر وتقليل الفارق بينهما.
يذكر أن هويسن انتقل إلى ريال مدريد في الصيف الماضي قادمًا من بورنموث الإنجليزي في صفقة بلغت 58 مليون يورو، ويعد من أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم الأوروبية. وتأثيره المتزايد في صفوف ريال مدريد يجعله لاعبًا مهمًا في خطط المنتخب الإسباني في المستقبل.
وفي الختام، يبقى مستقبل مشاركة لامين جمال مع المنتخب الإسباني رهنًا بتحديد مدى تعافيه من الإصابة، بينما يترقب المشجعون أداء منتخب “لاروخا” في المباراتين القادمتين، مع الأخذ في الاعتبار أهمية تحقيق الفوز لضمان التأهل إلى كأس العالم 2026. ستكون متابعة تطورات لياقة اللاعبين، خاصةً لامين جمال، وقرارات المدرب لويس دي لا فوينتي حاسمة في تحديد مسار المنتخب الإسباني في التصفيات.













