:
انطلق في الكويت مؤتمر الكويت الدولي الرابع للعلوم الحياتية يوم الثلاثاء الماضي، تحت شعار “نحو المرونة والاستدامة عبر الابتكار”، وذلك بهدف تعزيز التعاون العلمي والأكاديمي بين الباحثين والمؤسسات المحلية والدولية. يركز هذا المؤتمر الأكاديمي على تبادل الخبرات والمعرفة في مجالات متنوعة من العلوم الحياتية، بما في ذلك البيئة والتغذية والتواصل والذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن يستقطب المؤتمر، الذي تنظمه كلية العلوم الحياتية بجامعة الكويت، نخبة من الخبراء والباحثين لمناقشة أحدث المستجدات والتحديات في هذه المجالات الحيوية.
يُقام المؤتمر في مدينة صباح السالم الجامعية، ويستمر فعالياته على مدى يومين. وقد شهد الافتتاح حضوراً لافتاً من الأكاديميين والعلماء والمهتمين بالشأن العلمي، بالإضافة إلى مسؤولين من جامعة الكويت ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي. يهدف المنظمون إلى إتاحة الفرصة لتبادل الأفكار وتكوين شراكات بحثية مستقبلية تساهم في تطوير القطاع العلمي في الكويت والمنطقة.
أهمية المؤتمرات الأكاديمية ودورها في تطوير العلوم الحياتية
أكد القائم بأعمال عميد كلية العلوم الحياتية بجامعة الكويت، الدكتور أحمد اللافي، أن المؤتمر الأكاديمي يمثل فضاءً حيوياً للحوار البناء وتبادل الخبرات القيمة بين المتخصصين من مختلف أنحاء العالم. وأضاف أن المؤتمرات ليست مجرد منصات لعرض الأبحاث، بل هي فرص لتأسيس علاقات تعاون وتحديد مسارات جديدة للبحث العلمي والابتكار.
محاور المؤتمر والبرنامج العلمي
ينقسم البرنامج العلمي للمؤتمر إلى أربعة مسارات رئيسية، تشمل العلوم البيئية، وعلوم الأغذية والتغذية، وعلوم التواصل واضطراباته، وعلوم المعلومات والذكاء الاصطناعي. وقد تم اختيار 65 عرضاً شفهياً و60 ملصقاً علمياً لعرضها خلال المؤتمر، مما يعكس التنوع والإثراء في الأبحاث المقدمة. بالإضافة إلى ذلك، يضم المؤتمر 12 متحدثاً رئيسياً ومدعوين من عدة دول، بما في ذلك كندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين والأردن وقطر.
تشمل فعاليات المؤتمر أيضاً ثلاث ورش عمل متخصصة تتناول موضوعات ذات أهمية خاصة في الوقت الحالي، مثل التحديات البيئية، والتقنيات الحديثة في مجال الأغذية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية. وتهدف هذه الورش إلى تزويد المشاركين بالمهارات والمعرفة اللازمة لمواكبة التطورات المتسارعة في مجالات تخصصهم.
من جهته، أوضح رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر، الدكتور قاسم صالح، أن اختيار شعار “نحو المرونة والاستدامة عبر الابتكار” يعكس التوجهات العالمية نحو تبني حلول مبتكرة ومستدامة لمواجهة التحديات التي تواجه البشرية. وأضاف أن المؤتمر يهدف إلى تشجيع الأبحاث التي تساهم في تحقيق هذه الأهداف، وتعزيز التعاون بين القطاعين الأكاديمي والصناعي لتحويل الأفكار الإبداعية إلى واقع ملموس.
دعم جامعة الكويت ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي
أعرب الدكتور قاسم صالح عن شكره وتقديره لدعم مدير جامعة الكويت، الدكتورة دينا الميلم، ورعايتها الكريمة للمؤتمر، مشيراً إلى أن هذا الدعم يعكس التزام الجامعة بتعزيز البحث العلمي والابتكار. كما تقدم بالشكر لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي (KFAS) على دعمها السخي ورعايتها للمؤتمر، مؤكداً أن هذا الدعم يساهم بشكل كبير في إنجاح الفعاليات وتحقيق أهدافها. تعتبر البحث العلمي محركاً أساسياً للتقدم والازدهار، وقد أولت الكويت له اهتماماً كبيراً من خلال دعم المؤسسات البحثية والجامعات وتشجيع العلماء والباحثين.
هذا التعاون الأكاديمي و البحثي الدولي يعزز من مكانة الكويت كمركزاً إقليمياً للعلوم والتكنولوجيا. ويؤكد المشاركون على أهمية الاستثمار في الابتكار العلمي وتطبيقاته في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والمجتمع والبيئة. وتشير التقارير إلى أن الكويت تسعى إلى تنويع مصادر دخلها وتعزيز اقتصادها القائم على المعرفة، وأن البحث العلمي والابتكار يلعبان دوراً حاسماً في تحقيق هذه الأهداف.
في الختام، من المتوقع أن يقدم المؤتمر توصيات ومقترحات تساهم في تطوير السياسات والاستراتيجيات العلمية في الكويت والمنطقة. كما سيتم العمل على متابعة نتائج المؤتمر وتفعيل الشراكات البحثية التي تم تأسيسها خلاله. يبقى التحدي هو ترجمة الأفكار والنظريات المطروحة إلى حلول عملية ومستدامة تخدم المجتمع وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة. يتوقع المتابعون صدور تقرير مفصل عن المؤتمر خلال الأشهر القادمة، يتضمن أبرز النتائج والتوصيات.













