أعلنت الهيئة العامة لمكافحة الفساد (نزاهة) عن مشاركتها في مؤتمر الإنتربول العالمي لمكافحة الفساد واسترداد الأصول، المنعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 11 إلى 13 نوفمبر الحالي. تأتي هذه المشاركة في إطار سعي الكويت لتعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الجرائم المالية وتعزيز النزاهة. ويهدف المؤتمر إلى جمع خبراء من مختلف دول العالم لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في هذا المجال الحيوي.
يترأس وفد نزاهة في المؤتمر عبدالعزيز الابراهيم، رئيس الهيئة، ويضم نخبة من المسؤولين المتخصصين. يُعقد المؤتمر في أبوظبي، ويشارك فيه ممثلون عن سلطات إنفاذ القانون، والشرطة، والمدعين العامين، ووحدات الاستخبارات المالية، وهيئات مكافحة الفساد من جميع أنحاء العالم. وتشكل هذه المشاركة خطوة مهمة في جهود الكويت المستمرة لمكافحة الفساد.
أهمية مشاركة نزاهة في المؤتمر العالمي لمكافحة الفساد
تأتي مشاركة نزاهة في هذا المؤتمر العالمي في وقت تشهد فيه العديد من الدول تصاعدًا في حالات الفساد والجريمة المالية، مما يستدعي تضافر الجهود الدولية لمواجهة هذه التحديات. وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، تتسبب الجرائم المالية في خسائر تقدر بتريليونات الدولارات سنويًا، مما يؤثر سلبًا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
أهداف المؤتمر ومحاوره الرئيسية
يركز المؤتمر على عدة محاور رئيسية، بما في ذلك تعزيز التعاون الدولي في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتطوير الأدوات والتقنيات المستخدمة في الكشف عن الجرائم المالية وتتبع الأصول غير المشروعة. كما يهدف المؤتمر إلى مناقشة أفضل الممارسات في مجال استرداد الأصول المسروقة، وتقديم الدعم الفني للدول التي تحتاج إلى مساعدة في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، سيستعرض المؤتمر دور الإنتربول في مكافحة الفساد.
تعتبر استعادة الأصول المنهوبة من قضايا الفساد أمرًا بالغ الأهمية، حيث تساهم في تعزيز سيادة القانون وتحقيق العدالة. ومع ذلك، فإن عملية استرداد الأصول غالبًا ما تكون معقدة وتستغرق وقتًا طويلاً، بسبب التحديات القانونية والإجرائية التي تواجهها الدول.
دور نزاهة في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد
تولي الهيئة العامة لمكافحة الفساد (نزاهة) في الكويت أهمية قصوى لتعزيز مبادئ النزاهة والشفافية في جميع القطاعات. وقد اتخذت نزاهة العديد من الإجراءات والتدابير لمكافحة الفساد، بما في ذلك تطوير القوانين واللوائح ذات الصلة، وتوعية الجمهور بمخاطر الفساد، وتعزيز دور المجتمع المدني في الرقابة ومكافحة الفساد.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل نزاهة بشكل وثيق مع الجهات الحكومية الأخرى، مثل وزارة الداخلية ووزارة العدل، لتنسيق الجهود في مجال مكافحة الجريمة المالية. وتتعاون نزاهة أيضًا مع المنظمات الإقليمية والدولية، مثل الأمم المتحدة والإنتربول، لتبادل الخبرات والمعلومات في مجال مكافحة الفساد.
وتشمل جهود نزاهة أيضًا تطوير آليات الإبلاغ عن الفساد وحماية المبلغين عن المخالفات، مما يشجع على الشفافية والمساءلة. كما تعمل نزاهة على تعزيز ثقافة النزاهة في القطاع العام والخاص، من خلال تنظيم الدورات التدريبية وورش العمل للموظفين والمسؤولين.
التعاون الدولي وأهميته في مكافحة الجرائم المالية
يعد التعاون الدولي عنصرًا أساسيًا في مكافحة الجرائم المالية، حيث أن هذه الجرائم غالبًا ما تتجاوز الحدود الوطنية. وتشمل أشكال التعاون الدولي تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتقديم المساعدة القانونية، وتسليم المجرمين، وتجميد الأصول غير المشروعة.
تعتبر اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد إطارًا قانونيًا هامًا للتعاون الدولي في هذا المجال. وتلزم الاتفاقية الدول الأطراف باتخاذ التدابير اللازمة لمنع الفساد ومكافحته، وتعزيز التعاون الدولي في مجال استرداد الأصول.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب المنظمات الإقليمية، مثل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، دورًا هامًا في تعزيز التعاون الإقليمي في مجال مكافحة الفساد. وتعمل هذه المنظمات على تطوير المعايير والآليات الإقليمية لمكافحة الفساد، وتنظيم الدورات التدريبية وورش العمل للمسؤولين.
من المتوقع أن تستمر نزاهة في المشاركة الفعالة في المؤتمرات والفعاليات الدولية والإقليمية المتعلقة بمكافحة الفساد، بهدف تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات. وستواصل نزاهة جهودها في تطوير القوانين واللوائح ذات الصلة، وتوعية الجمهور بمخاطر الفساد، وتعزيز ثقافة النزاهة في جميع القطاعات. ومن المقرر أن تقدم نزاهة تقريرًا مفصلًا عن مشاركتها في المؤتمر العالمي لمكافحة الفساد إلى الجهات المعنية في غضون شهر من تاريخ انتهاء المؤتمر.













