تثير سياسات الهجرة في الولايات المتحدة حالة من القلق المتزايد بين بعض المنتخبات الوطنية التي تأهلت لـكأس العالم 2026، المقرر إقامتها بشكل مشترك في أمريكا الشمالية. هذا القلق يتعلق بإمكانية دخول مشجعي هذه المنتخبات إلى الولايات المتحدة لحضور المباريات، خاصةً مع استمرار القيود المفروضة على مواطني دول معينة. الحدث الرياضي الكبير، الذي يستضيفه مشتركة الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، يواجه تحديات لوجستية وسياسية غير متوقعة.
من المقرر أن تستضيف الولايات المتحدة، إلى جانب المكسيك وكندا، النسخة الثالثة والعشرين من بطولة كأس العالم في الفترة ما بين 11 يونيو/حزيران 2026 وحتى 19 يوليو/تموز من العام نفسه. بالنظر إلى أن الولايات المتحدة ستستضيف غالبية المباريات، فإن القيود المفروضة على السفر قد تؤثر بشكل كبير على أجواء التشجيع والمشاركة الجماهيرية في البطولة.
تأثير قيود السفر على مشجعي كأس العالم
وفقًا لتقارير إعلامية، تواجه منتخبات مثل هايتي وإيران تحديات خاصة فيما يتعلق بمشاركة مشجعيها في كأس العالم. هذه الدول مدرجة ضمن قائمة الدول التي تفرض عليها القيود الصارمة للدخول إلى الولايات المتحدة.
بدأت القيود في تطبيقها في 9 يونيو/حزيران 2025، وتشمل 12 دولة تعتبرها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ‘خطرة’. بينما توجد استثناءات لبعض الرياضيين والمسؤولين الرياضيين المشاركين في الأحداث الكبرى مثل كأس العالم والألعاب الأولمبية، فإن هذه الاستثناءات لا تمتد بالضرورة إلى المشجعين العاديين.
تحديات لوجستية وقانونية محتملة
قد يواجه مشجعو هايتي وإيران صعوبات كبيرة في الحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة، حتى لو كانت رحلتهم بغرض حضور مباريات كأس العالم. قد يؤدي ذلك إلى انخفاض ملحوظ في عدد المشجعين من هذه الدول المتواجدين في المدرجات، مما يؤثر على الأجواء العامة للبطولة. بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه هذه المنتخبات مشاكل في تنظيم سفر بعثاتها الإدارية والجماهيرية.
في المقابل، يذكر أن بعض الاستثناءات قد تُمنح بناءً على تقييمات فردية، ولكن العملية قد تكون معقدة وتستغرق وقتًا طويلاً. هذا يتطلب تنسيقًا مكثفًا بين الجهات المنظمة لـكأس العالم 2026، ووزارة الخارجية الأمريكية، والسفارات والقنصليات الأمريكية في الدول المعنية.
هذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها القيود المتعلقة بالسفر جدلاً حول استضافة الولايات المتحدة لأحداث رياضية دولية. في الماضي، واجهت بعض الفرق والرياضيين صعوبات في الحصول على تأشيرات دخول، مما أدى إلى انتقادات وتأخيرات.
التحضيرات للبطولة تشمل الآن معالجة هذه المشكلات المحتملة، ووضع خطط بديلة لضمان مشاركة الجميع في هذا الحدث الرياضي العالمي. الهدف هو تقديم تجربة سلسة ومجزية لجميع المشجعين واللاعبين على حد سواء.
من الجدير بالذكر أن هايتي تأهلت لكأس العالم للمرة الثانية في تاريخها، بعد مشاركتها الأولى عام 1974، بينما سيسعى المنتخب الإيراني لتحقيق إنجاز في مشاركته السابعة في البطولة. كلا المنتخبين يعتمدان بشكل كبير على الدعم الجماهيري، مما يزيد من أهمية حل مشكلة قيود السفر.
ردود الفعل والتوقعات المستقبلية
أعربت بعض الأطراف عن قلقها من أن هذه القيود قد تبعث رسالة سلبية للعالم، وتقوض الروح الرياضية التي يجب أن تميز كأس العالم. ويرون أن الرياضة يجب أن تكون وسيلة لكسر الحواجز وتعزيز التفاهم بين الثقافات المختلفة.
في هذه الأثناء، تتجه الأنظار نحو قرعة دور المجموعات لـكأس العالم 2026، التي ستجرى في 5 ديسمبر/كانون الأول القادم في واشنطن. ستحدد القرعة الدول التي ستستضيف مباريات كل منتخب، وهو ما سيؤثر بشكل مباشر على قدرة مشجعي هايتي وإيران على حضور المباريات. سيراقب المراقبون عن كثب الطريقة التي ستتعامل بها الجهات المنظمة مع هذه القضايا الحساسة.
تشكل مشاركة 48 فريقًا في هذا الحدث الرياضي تحديًا لوجستيًا كبيرًا، وهذا التعقيد يزداد مع المشكلات المتعلقة بالسفر والتأشيرات. من المتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة المزيد من المشاورات والاجتماعات بين المسؤولين الأمريكيين والاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) بهدف إيجاد حلول عملية تضمن حق المساواة لجميع المشجعين في الاستمتاع بـبطولة كأس العالم.
الوضع لا يزال قيد التطور، ومن المرجح أن تظهر المزيد من التحديات مع اقتراب موعد البطولة. سيتطلب ذلك مرونة وتعاونًا من جميع الأطراف لضمان نجاح هذا الحدث العالمي.













