يشكل الجبن جزءًا من النظام الغذائي للعديد من الأشخاص، وغالبًا ما يُنظر إليه على أنه سبب محتمل لزيادة الوزن ومشاكل صحية أخرى. ولكن هل هذه النظرة مبررة؟ تظهر الأبحاث الحديثة أن تناول الجبن باعتدال قد لا يكون ضارًا بالصحة كما يعتقد، بل قد يقدم بعض الفوائد الغذائية. هذا المقال يستعرض أحدث الأبحاث حول تأثير الجبن على الصحة، وأنواعه المختلفة ومخاطرها المحتملة.
تتناول هذه المقالة، المنشورة في 21 نوفمبر 2025، الأدلة المتزايدة التي تشير إلى أن الجبن، على الرغم من محتواه من الدهون، يمكن أن يكون جزءًا من نظام غذائي صحي ومتوازن. وتستكشف الدراسات الحالية العلاقة بين استهلاك الجبن وأمراض القلب والسكري، مع التركيز على الأنواع المختلفة من الجبن وخصائصها الغذائية.
هل الجبن ضار حقًا بالصحة؟
غالبًا ما يُنظر إلى الجبن على أنه مصدر للدهون المشبعة والكوليسترول، مما يثير مخاوف بشأن صحة القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الدهون الموجودة في الجبن قد لا تكون بنفس ضرر الدهون الموجودة في الأطعمة المصنعة الأخرى. وفقًا لخبراء التغذية، قد يكون للكالسيوم والمزيج الفريد من العناصر الغذائية في الجبن تأثير محايد أو حتى وقائي على صحة القلب.
وتشير الدراسات أيضاً إلى أن الجبن قد يساهم في إنتاج شكل أقل ضررًا من الكوليسترول السيئ، بالإضافة إلى رفع مستويات الكوليسترول الجيد الذي يساعد على إزالة الدهون الزائدة من الجسم. مع ذلك، يجب التأكيد على أن هذه النتائج لا تزال قيد الدراسة، وأن الاعتدال يظل مفتاح الاستفادة من أي فوائد محتملة.
الفوائد الغذائية للجبن
الجبن مصدر ممتاز للبروتين والكالسيوم والفوسفور وفيتامين ب 12 وفيتامين أ، وهي عناصر غذائية ضرورية لصحة العظام وإصلاح العضلات واستقلاب الطاقة. بعض أنواع الجبن التقليدية تحتوي أيضًا على بكتيريا مفيدة يمكن أن تدعم صحة الأمعاء وتعزيز الجهاز المناعي. البروتين هو عنصر أساسي في النظام الغذائي الصحي.
أنواع الجبن المختلفة وتأثيرها على الصحة
تختلف أنواع الجبن بشكل كبير في محتواها من الدهون والملح والعناصر الغذائية الأخرى، مما يجعل بعضها صحيًا أكثر من غيره. على سبيل المثال، يعتبر جبن الشيدر مصدرًا جيدًا للكالسيوم والبروتين، بينما يحتوي الجبن الأزرق على نسبة عالية من الدهون المشبعة والملح.
جبن الشيدر
يعد جبن الشيدر، باحتوائه على حوالي 222 ملليغرامًا من الكالسيوم لكل حصة، من أفضل مصادر هذا المعدن الحيوي، حيث يوفر حوالي ثلث الاحتياجات اليومية للبالغين في شريحة واحدة. كما أنه غني بالبروتين، مما يجعله خيارًا جيدًا للأشخاص من جميع الأعمار.
جبن القريش
يتميز جبن القريش بنكهته الخفيفة، وهو منخفض السعرات الحرارية، ويحتوي على نسبة عالية من البروتين – حوالي 17 جرامًا لكل 100 جرام. يعتبر هذا النوع من الجبن مفيدًا بشكل خاص لبناء العضلات وإصلاح الأنسجة.
الأجبان اليونانية: الفيتا والحلوم
تُعد الأجبان اليونانية مثل الفيتا والحلوم غنية بالبروتين، ولكنها تحتوي أيضًا على نسبة عالية من الملح. لذلك، يجب استهلاكها باعتدال، خاصة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. ومع ذلك، قد يقدم الفيتا بعض الفوائد الإضافية نظرًا لأنه مصنوع تقليديًا من حليب الأغنام أو الماعز الغني بالفيتامينات والمعادن.
الجبن الأزرق
يحتوي الجبن الأزرق على نسبة عالية من الدهون المشبعة والملح، ولكنه أيضًا غني بالبكتيريا المفيدة التي يمكن أن تدعم صحة الأمعاء. في حين أنه قد يقدم بعض الفوائد، إلا أنه يجب تناوله بكميات صغيرة كجزء من نظام غذائي متوازن. وقد وجدت بعض الأبحاث أن جبن الروكفور الفرنسي يمتلك خصائص مضادة للالتهابات.
بشكل عام، يجب على الأفراد التركيز على استهلاك أنواع الجبن قليلة الدسم والملح، والتمتع بها باعتدال كجزء من نظام غذائي صحي ومتنوع.
الخلاصة والخطوات التالية
تشير الأدلة الحالية إلى أن الجبن، باعتدال، قد لا يكون بنفس الضرر الذي يُنسب إليه في كثير من الأحيان. ومع ذلك، تظل هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد التأثيرات الدقيقة لأنواع الجبن المختلفة على صحة الإنسان. من المتوقع أن تنشر المنظمات الصحية تقارير إضافية حول إرشادات استهلاك الجبن في الربع الأول من عام 2026.
من المهم مراقبة التطورات في هذا المجال، والاعتماد على مصادر موثوقة للحصول على معلومات دقيقة حول التغذية والصحة. يجب على الأفراد الذين يعانون من ظروف صحية معينة مثل ارتفاع الكوليسترول أو ارتفاع ضغط الدم استشارة أخصائي تغذية قبل تضمين الجبن في نظامهم الغذائي.













