أكدت الكويت التزامها الراسخ بـحماية الطفل وتمكينه، وذلك خلال فعاليات المؤتمر الوطني الذي نظمته جمعية المحامين الكويتية بالتعاون مع المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للطفل. وتستهدف هذه الجهود بناء جيل قوي ومساهم في مستقبل البلاد، مع التركيز على تعزيز الحقوق وصون كرامة الأطفال. وقد شاركت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة في المؤتمر، معلنة أن الاستثمار في الطفولة هو أساس التنمية الوطنية.
عُقد المؤتمر في الكويت بتاريخ 20 نوفمبر، بمشاركة مسؤولين حكوميين وخبراء متخصصين في مجال حقوق الطفل والقانون. ويهدف هذا الحدث إلى تسليط الضوء على أهمية تطوير منظومة شاملة لحماية الأطفال، وتقوية آليات الدعم والتمكين التي تضمن لهم حياة كريمة وفرصًا متساوية.
أهمية حماية الطفل في الكويت
يعد حماية الطفل من الركائز الأساسية للتنمية المجتمعية في دولة الكويت. وتعترف الحكومة بأهمية توفير بيئة آمنة وصحية للأطفال، لتمكينهم من النمو والازدهار والمساهمة الفعالة في بناء الوطن. وتستند هذه الرؤية إلى الدستور الكويتي، والقانون رقم 111 لسنة 2014 بشأن حقوق الطفل، والعديد من الاتفاقيات الدولية التي انضمت إليها الكويت.
مبادرات جمعية المحامين الكويتية
أعلن أمين سر جمعية المحامين الكويتية، خالد السويفان، عن تركيز الجمعية على ثلاثة مسارات رئيسية في جهودها لحماية الطفل. يتضمن ذلك تعزيز الثقافة القانونية المتعلقة بحقوق الطفل لدى الأسر والمجتمع، بالإضافة إلى تطوير برامج توعية وتدريب للعاملين في مجال رعاية الطفولة. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الجمعية إلى التعاون الوثيق مع المؤسسات الحكومية، وعلى رأسها المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، لضمان فعالية آليات الحماية.
وشدد السويفان على أن الطفل يفتقر إلى القدرة على الدفاع عن حقوقه بنفسه، مما يجعل حمايته مسؤولية مجتمعية مشتركة. وأكد على أهمية سن التشريعات المناسبة وتطبيقها بصرامة، بالإضافة إلى توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الإساءة أو الإهمال. وحماية حقوق الطفل ليست مجرد التزام قانوني، بل هي واجب إنساني وأخلاقي.
دور وزارة الشؤون الاجتماعية
أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة، د. أمثال الحويلة، أن حماية الطفل وتمكينه يمثلان التزامًا وطنيًا راسخًا. وأضافت أن الاستثمار في الطفولة هو الاستثمار الأمثل في مستقبل الكويت، وأن الحكومة تولي هذا الملف أولوية قصوى. وبحسب الوزيرة، فإن الجهود الحالية تهدف إلى تطوير الخدمات المقدمة للأطفال، وتعزيز مشاركتهم في الحياة المجتمعية، وتوفير فرص التعليم والتدريب التي تمكنهم من تحقيق طموحاتهم.
وذكرت الوزارة في بيان سابق أن هناك خططًا لتوسيع نطاق برامج الدعم الاجتماعي للأسر المحتاجة، لضمان حصول جميع الأطفال على احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والملبس والرعاية الصحية والتعليم. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الوزارة إلى تطوير آليات الرصد والتقييم، لضمان فعالية برامج الحماية والتمكين، وتحديد نقاط الضعف التي تحتاج إلى معالجة.
يُذكر أن الكويت قد اتخذت خطوات مهمة في مجال حماية الطفل، بما في ذلك إنشاء دار الإيواء للحالات الخاصة، وتفعيل الخط الساخن للإبلاغ عن حالات الإساءة، وتطوير برامج التوعية بمخاطر الاستغلال والاتجار بالأطفال. إلا أن التحديات لا تزال قائمة، وتتطلب جهودًا متواصلة وتنسيقًا فعالًا بين جميع الجهات المعنية.
فضلاً عن ذلك، تشمل جهود رعاية الطفل، بالإضافة إلى الحماية، توفير فرص تعليمية مناسبة، وتعزيز الصحة النفسية والجسدية، وتشجيع المشاركة الإيجابية في المجتمع. وتعتبر الأسرة هي الخط الدفاع الأول للطفل، لذلك تعمل الوزارة بالتعاون مع جمعية المحامين على دعم الأسرة وتوعيتها بأهمية حقوق الطفل.
تأتي هذه التطورات في سياق اهتمام متزايد بقضايا الطفولة على المستوى الإقليمي والدولي. وتواجه العديد من الدول تحديات مماثلة في مجال حماية الطفل، مثل العنف والإساءة والاستغلال والإهمال. ويتطلب التصدي لهذه التحديات تضافر الجهود وتبادل الخبرات، بالإضافة إلى تخصيص الموارد المالية والبشرية اللازمة.
وفي الختام، من المتوقع أن يستمر المجلس الأعلى لشؤون الأسرة ووزارة الشؤون الاجتماعية في تطوير استراتيجيات وبرامج جديدة لتعزيز حماية الأطفال في الكويت. ستركز الجهود المستقبلية على دمج أفضل الممارسات الدولية، وتلبية الاحتياجات المتغيرة للأطفال والأسر، وتقييم أثر التدخلات المختلفة. وسيظل تطوير القوانين واللوائح ذات الصلة مجالًا رئيسيًا للتركيز، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني. يبقى التحدي الأكبر هو ضمان تطبيق هذه القوانين والبرامج بشكل فعال على أرض الواقع، وتحقيق العدالة والمساواة لجميع الأطفال.













