داهمت القوات الخاصة للأمن البيئي مواطنًا في محمية طويق الطبيعية بعد ثبوت قيامه بنقل متر مكعب من الحطب المحلي بشكل غير قانوني. ويعتبر نقل وبيع الحطب المحلي مخالفة جسيمة لنظام البيئة، تسعى القوات الخاصة لمكافحتها بكل حزم للحفاظ على الغطاء النباتي. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالف، وتسليم الكميات المضبوطة للجهات المعنية.
وقعت هذه الضبطية في محمية طويق، وهي منطقة طبيعية محمية تقع في منطقة الرياض، وذلك بتاريخ 24 نوفمبر 2025. وبحسب بيان القوات الخاصة للأمن البيئي، فإن هذه الخطوة تأتي ضمن جهودها المستمرة لحماية البيئة ومكافحة الأنشطة التي تهدد التنوع البيولوجي في المملكة العربية السعودية. وتُعد محمية طويق من أهم المناطق التي تحتضن نباتات وحيوانات نادرة تحتاج إلى حماية.
عقوبات نقل الحطب المحلي وتأثيرها على البيئة
تصل عقوبة نقل الحطب والفحم المحليين إلى 16,000 ريال سعودي لكل متر مكعب، وذلك وفقًا لنظام البيئة. تهدف هذه العقوبات الرادعة إلى تقليل الطلب على الحطب المحلي، وبالتالي حماية الأشجار والشجيرات من القطع الجائر. وتعتبر هذه المخالفات من العوامل الرئيسية التي تساهم في التصحر وتدهور الأراضي.
أهمية الحفاظ على الغطاء النباتي
يشكل الغطاء النباتي جزءًا أساسيًا من النظام البيئي، حيث يلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على التربة ومنع تآكلها. بالإضافة إلى ذلك، يساهم في تنقية الهواء وتوفير الظل، ويعد موطنًا للعديد من الكائنات الحية. ونقص الغطاء النباتي يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي وزيادة خطر الفيضانات والجفاف.
جهود القوات الخاصة للأمن البيئي
تقوم القوات الخاصة للأمن البيئي بدور فعال في حماية البيئة ومكافحة المخالفات البيئية المختلفة، بما في ذلك صيد الحيوانات البرية غير المشروع، وقطع الأشجار، والتعدي على الأراضي. وتعتمد القوات على أحدث التقنيات والأساليب في الرصد والتحري عن المخالفات، بالإضافة إلى تكثيف الدوريات في المناطق الطبيعية المحمية. وقد شهدت الفترة الأخيرة زيادة في عدد الضبطيات التي تمت في مختلف مناطق المملكة.
تشمل جهود حماية البيئة أيضًا التوعية بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية والحد من الأنشطة الضارة بها. وتتعاون القوات الخاصة للأمن البيئي مع الجهات الحكومية الأخرى والمجتمع المدني لتعزيز الوعي البيئي وتغيير السلوكيات السلبية. وتأتي هذه الجهود تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 التي تولي اهتمامًا كبيرًا بالبيئة والاستدامة.
يعتبر الطلب المتزايد على الوقود الحيوي وبعض الاستخدامات التقليدية للحطب من أهم الأسباب التي تؤدي إلى قطع الأشجار بشكل غير قانوني. في المقابل، تقوم الحكومة السعودية بتوفير بدائل للحطب المحلي، مثل الخشب المستورد والمعالج، بهدف تقليل الضغط على الغطاء النباتي. ويُشجع المواطنون على استخدام هذه البدائل للمساهمة في حماية البيئة.
المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية تعتبر كنوزًا بيئية يجب الحفاظ عليها للأجيال القادمة. وتخضع هذه المحميات لأنظمة صارمة تهدف إلى حماية التنوع البيولوجي ومنع أي أنشطة قد تضر بالبيئة. وتُعد محمية طويق نموذجًا للمحميات الطبيعية التي تحظى باهتمام كبير من قبل الحكومة.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة، لا يزال هناك تحديات تواجه حماية البيئة في المملكة، مثل قلة الوعي البيئي لدى بعض المواطنين، وصعوبة الرقابة على المناطق النائية والواسعة. لذا، تواصل القوات الخاصة للأمن البيئي جهودها لتطوير استراتيجيات جديدة لمكافحة المخالفات البيئية وتعزيز الوعي بأهمية حماية الموارد الطبيعية.
ودعت القوات الخاصة للأمن البيئي المواطنين والمقيمين إلى الإبلاغ عن أي حالات تمثل اعتداءً على البيئة أو الحياة الفطرية. ويمكن الإبلاغ عن هذه الحالات من خلال الاتصال على الرقم (911) في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والشرقية، و(999) و(996) في بقية مناطق المملكة. وأكدت القوات أن جميع البلاغات ستعامل بسرية تامة، ولن يتحمل المبلّغ أي مسؤولية.
من المتوقع أن تستمر القوات الخاصة للأمن البيئي في تكثيف جهودها الرقابية والتوعوية خلال الفترة القادمة، بهدف تحقيق المزيد من التقدم في حماية البيئة. وستركز هذه الجهود بشكل خاص على المناطق الطبيعية المحمية، مثل محمية طويق، التي تعتبر من أهم مناطق التنوع البيولوجي في المملكة. ويجب متابعة التحديثات الصادرة عن القوات والوزارة لمعرفة المزيد من التفاصيل حول هذه الجهود.













