أثار رد فعل النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور خلال مباراة الكلاسيكو الأخيرة جدلاً واسعاً، وتحديداً تصريحاته التي رصدتها الكاميرات حول رغبته في الرحيل عن ريال مدريد. هذا الموقف يضع إدارة النادي أمام تحديات كبيرة تتعلق بمستقبل اللاعب، ويهدد استقرار الفريق في ظل سعيه للحفاظ على صدارة الدوري الإسباني. وتزايدت التكهنات حول مستقبل فينيسيوس جونيور مع النادي الملكي.
وقد عبّر فينيسيوس عن استيائه من قرار المدرب تشابي ألونسو باستبداله في الشوط الثاني، حيث ردد عبارات مثل “دائماً أنا” و”سأرحل عن الفريق”، مما أظهر حالة من الغضب والإحباط لدى اللاعب. لاحقاً، نشر اعتذاراً للجماهير وزملائه ورئيس النادي، لكنه تجنب الإشارة إلى المدرب بشكل مباشر، مما زاد من حدة التوتر.
مستقبل فينيسيوس جونيور في مدريد معلق على الخلاف مع المدرب
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “أثليتيك”، فإن فينيسيوس قد توجه إلى مكتب رئيس النادي فلورنتينو بيريز للاعتذار وشرح شعوره بأنه لم يعد يحظى بنفس الثقة التي كان يتمتع بها في عهد المدرب السابق كارلو أنشيلوتي. وأكد اللاعب أن قرارات ألونسو التكتيكية أثرت على شعوره بالتقدير داخل الفريق.
حاول ألونسو التقليل من شأن الأزمة، مشيداً بصدق فينيسيوس وتأكيده على حبه للنادي، وأعلن أن الموضوع قد تم حله يوم الأربعاء الماضي. لكن هذا التصريح لم يهدئ من حدة الانتقادات والتساؤلات حول العلاقة بين اللاعب والمدرب.
تأثير الخلاف على أداء اللاعب
تشير الإحصائيات إلى أن فينيسيوس قد أكمل 5 مباريات فقط من أصل 17 مباراة لعبها الفريق هذا الموسم، كما بدأ 4 مباريات على مقاعد البدلاء. هذا التراجع في المشاركة الأساسية قد يكون مؤشراً على تراجع دوره في الفريق، وبالتالي على مستوى أدائه.
في المقابل، يمتلك فينيسيوس سجلاً حافلاً بالإنجازات مع ريال مدريد، حيث سجل أكثر من 100 هدف في أكثر من 200 مباراة رسمية، وساهم في الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا عام 2022، بالإضافة إلى تسجيله هدفاً في نهائي 2024. هذه الإنجازات تزيد من قيمة اللاعب وتجعل مطالبته بزيادة راتبه أمراً منطقياً.
المفاوضات المتعثرة لتجديد العقد
ينتهي عقد فينيسيوس مع ريال مدريد في يونيو 2027، ويتقاضى فيه راتباً صافياً يقارب 18 مليون يورو سنوياً، مع شرط جزائي ضخم يصل إلى مليار يورو. وقد قدم النادي عرضاً لتجديد العقد يرفع راتب اللاعب إلى نحو 20 مليون يورو، لكن معسكر اللاعب طالب بعقد “تاريخي” يصل إلى 30 مليون يورو سنوياً.
وتشمل مطالب فينيسيوس راتباً ثابتاً وحوافز مرتبطة بالأداء والألقاب، بالإضافة إلى مكافأة توقيع كبيرة. لكن المفاوضات توقفت عند هذا الحد دون التوصل إلى اتفاق، مما يزيد من احتمالية رحيل اللاعب في المستقبل القريب. وتعتبر هذه المفاوضات من القضايا الهامة التي تشغل بال إدارة النادي.
ردود فعل الجماهير والانقسام الداخلي
أثارت الأزمة الداخلية في ريال مدريد ردود فعل متباينة بين الجماهير. بعضهم دعا إلى مساندة اللاعب وتقدير إنجازاته، بينما رأى آخرون أن اللاعب يجب أن يحترم قرارات المدرب ويلتزم بتعليماته. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من التعليقات والمنشورات التي تعبر عن آرائهم المختلفة حول الموضوع.
وتشير تقارير صحفية إلى وجود قائمة من لاعبي النادي، يتزعمها فينيسيوس، ينتقدون المدرب ورؤيته الفنية. هذا الانقسام الداخلي قد يهدد استقرار الفريق ويؤثر على نتائجه في المستقبل. وتشكل هذه التوترات تحدياً إضافياً لإدارة النادي.
من المتوقع أن تجتمع إدارة ريال مدريد بفينيسيوس جونيور وتشابي ألونسو في الأيام القليلة القادمة لمحاولة حل الخلاف وتجنب تفاقم الأزمة. وسيكون من الضروري التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، ويضمن استقرار الفريق ومستقبله. يبقى مستقبل اللاعب معلقاً على نتائج هذه الاجتماعات، وعلى قدرة النادي على إقناعه بتجديد عقده بشروط مناسبة. وسيكون من المهم متابعة تطورات هذا الملف في الفترة القادمة.













