بدأت عملية اختيار الأمين العام الجديد للأمم المتحدة رسميًا، مع إطلاق دعوة للدول الأعضاء لتقديم ترشيحاتها. يأتي هذا الإعلان في أعقاب انتهاء ولاية أنطونيو غوتيريش، ومن المتوقع أن يتولى الأمين العام العاشر مهامه في الأول من يناير/كانون الثاني 2027. وتعتبر هذه العملية بالغة الأهمية لمستقبل المنظمة الدولية ودورها في معالجة التحديات العالمية.
أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بالإضافة إلى رئيس الجمعية العامة، رسالة مشتركة إلى جميع الدول الأعضاء (193 دولة) تدعوهم إلى ترشيح شخصيات لتولي هذا المنصب القيادي. تأتي هذه الخطوة في إطار عملية منظمة تهدف إلى ضمان اختيار الأمين العام الأكثر كفاءة لتمثيل مصالح المجتمع الدولي.
عملية اختيار الأمين العام للأمم المتحدة: التفاصيل والجدول الزمني
تتميز عملية اختيار الأمين العام للأمم المتحدة بالتعقيد وتتطلب توافقًا بين مختلف الأطراف الفاعلة. وفقًا للإجراءات المتبعة، سيبدأ أعضاء مجلس الأمن في مناقشة المرشحين المحتملين بحلول نهاية يوليو/تموز 2026. يتطلب الأمر موافقة الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس (الولايات المتحدة، وروسيا، وبريطانيا، والصين، وفرنسا) على مرشح واحد قبل تقديم توصية رسمية إلى الجمعية العامة.
أهمية التنوع والتمثيل العادل
أكدت الرسالة المشتركة على أهمية التنوع في عملية الاختيار، مع التركيز بشكل خاص على ضرورة ضمان تكافؤ الفرص بين الجنسين. أشارت الرسالة إلى أنه لم يسبق أن شغلت امرأة منصب الأمين العام، ودعت الدول الأعضاء إلى النظر بجدية في ترشيح النساء. بالإضافة إلى ذلك، تم التأكيد على أهمية التنوع الإقليمي في اختيار الأمين العام، لضمان تمثيل عادل لجميع مناطق العالم.
هذا التركيز على التنوع يعكس التزام الأمم المتحدة بتعزيز المساواة والشمولية في جميع مستويات المنظمة. القيادة الأممية تتطلب رؤية عالمية وشاملة، وتمثيل متنوع يعكس التحديات والفرص التي تواجه العالم.
أسماء تتردد في الأوساط الدبلوماسية
بدأت بعض الأسماء في الظهور بشكل غير رسمي كمرشحين محتملين. تشير التقارير إلى أن رئيسة تشيلي السابقة، ميشيل باشليه، ورئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، والكوستاريكية ريبيكا غرينسبان، رئيسة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، من بين الشخصيات التي يتم تداول أسمائها. ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن هذه الأسماء لا تزال مجرد تكهنات في هذه المرحلة المبكرة من العملية.
الدبلوماسية الدولية تلعب دورًا حاسمًا في هذه المرحلة، حيث تجري الدول الأعضاء تقييمًا دقيقًا للمرشحين المحتملين بناءً على خبراتهم ومؤهلاتهم ورؤيتهم للمستقبل.
بالإضافة إلى ذلك، يراقب المراقبون عن كثب مدى تأثير التوترات الجيوسياسية الحالية على عملية الاختيار. العلاقات الدولية المعقدة قد تؤثر على قدرة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن على التوصل إلى توافق بشأن مرشح واحد.
وفي سياق متصل، تشير بعض المصادر إلى أن هناك نقاشًا حول الحاجة إلى إصلاح عملية اختيار الأمين العام، لزيادة الشفافية والمساءلة. يطالب البعض بتوسيع نطاق المشاركة في عملية الاختيار، وإشراك المزيد من الدول الأعضاء في المناقشات.
بمجرد أن يقدم مجلس الأمن توصيته الرسمية، ستنتقل الكرة إلى الجمعية العامة، التي ستنتخب الأمين العام لولاية مدتها خمس سنوات تبدأ في الأول من يناير/كانون الثاني 2027. يجوز تجديد هذه الولاية مرة واحدة.
الخطوة التالية المتوقعة هي بدء الدول الأعضاء في تقديم ترشيحاتها رسميًا. من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة نقاشات مكثفة ودبلوماسية حثيثة بين الدول الأعضاء، بهدف التوصل إلى توافق بشأن المرشح الأنسب لتولي هذا المنصب الهام. يبقى أن نرى كيف ستتطور هذه العملية وما هي التحديات التي قد تواجهها، ولكن من المؤكد أن اختيار الأمين العام الجديد للأمم المتحدة سيكون له تأثير كبير على مستقبل المنظمة الدولية.













