أعلنت الهيئة العامة للطرق في المملكة العربية السعودية عن فتح جزء جديد من **الطريق الساحلي في جازان**، تحديدًا المسافة الممتدة من تقاطع الشقيق إلى منشبة، بطول 17 كيلومترًا. هذا الافتتاح، الذي تم الإعلان عنه في 28 نوفمبر 2025، يهدف إلى تحسين البنية التحتية للطرق في المنطقة وتعزيز الربط بين المحافظات المختلفة. يأتي هذا في إطار جهود الهيئة المستمرة لتطوير شبكة الطرق في جميع أنحاء المملكة.
ويعتبر هذا الجزء المفتوح جزءاً من مشروع أكبر يمتد على طول 126 كيلومترًا، حيث يربط الشقيق بمحافظة المضايا. يهدف المشروع بشكل عام إلى تسهيل حركة المرور وتقليل الازدحام، بالإضافة إلى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقة جازان. وتشمل الفوائد المتوقعة زيادة السلامة المرورية وتقليل وقت السفر.
أهمية الطريق الساحلي في جازان وتأثيره على المنطقة
يمثل افتتاح هذا الجزء من الطريق الساحلي نقلة نوعية في البنية التحتية لمنطقة جازان. المسؤولون يؤكدون أن هذا المشروع الحيوي سيعزز بشكل كبير من **تنمية جازان** ويسهل الوصول إلى مختلف أجزائها. الطريق الجديد سيساهم في انسياب الحركة التجارية والسياحية بشكل أفضل.
تحسين الربط بين المحافظات والمراكز
يعتبر هذا الطريق شريانًا رئيسيًا يربط العديد من المحافظات والمراكز الواقعة على طول الساحل. سيستفيد من هذا المشروع سكان هذه المناطق بشكل مباشر من خلال تسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم. بالإضافة إلى ذلك، سيساهم في تعزيز السياحة الداخلية والخارجية في المنطقة.
تعزيز السلامة المرورية والكفاءة
تهدف الهيئة العامة للطرق من خلال هذا المشروع إلى رفع معايير السلامة المرورية على الطريق الساحلي. تم تصميم الطريق وفقًا لأحدث المواصفات والمعايير الهندسية لضمان تجربة قيادة آمنة ومريحة. كما أن تحسين كفاءة التنقل سيمكن من تقليل استهلاك الوقود وتوفير الوقت.
دعم الاقتصاد المحلي والخدمات اللوجستية
لا تقتصر أهمية الطريق الساحلي على تسهيل حركة الأفراد فحسب، بل تمتد لتشمل دعم النمو الاقتصادي في المنطقة. تتوقع الجهات المختصة زيادة في حجم التجارة والاستثمار بفضل تحسن البنية التحتية للطرق. هذا التطور سيؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة وتعزيز **شبكات النقل اللوجستي** في جازان.
يشير تقرير صادر عن غرفة تجارة وصناعة جازان إلى أن الشركات العاملة في قطاع النقل والخدمات اللوجستية ستكون المستفيد الرئيسي من هذا المشروع. وذلك من خلال تقليل تكاليف التشغيل وتحسين كفاءة توصيل البضائع. يضاف إلى ذلك، تسهيل وصول المنتجات المحلية إلى الأسواق الإقليمية والدولية.
من ناحية أخرى، يساهم الطريق الساحلي في دعم قطاع السياحة في جازان، التي تتمتع بمقومات طبيعية وثقافية فريدة. سهولة الوصول إلى الشواطئ والقرى التراثية ستجذب المزيد من السياح، مما يعزز الإيرادات الاقتصادية للمنطقة. الاستثمارات السياحية المتزايدة ستساهم في تطوير الخدمات والبنية التحتية السياحية.
تطورات المشروع ومراحل الإنجاز
يشهد مشروع الطريق الساحلي في جازان تقدمًا ملحوظًا في مختلف المراحل. وقد تم الانتهاء من أعمال التصميم والمسح، بالإضافة إلى أعمال الحفر والتعبيد في الجزء المفتوح حديثًا. وتباشر فرق العمل حاليًا تنفيذ المراحل المتبقية من المشروع، بما في ذلك تركيب الإشارات المرورية وأعمال الإنارة.
ذكرت الهيئة العامة للطرق أنها تعمل بالتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى لضمان إنجاز المشروع في الوقت المحدد وبأعلى معايير الجودة. وتشمل هذه الجهات وزارة النقل والبلديات، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، وهيئة السياحة. يهدف هذا التعاون إلى تحقيق التكامل في الجهود وتجنب أي تأخير أو تعقيدات.
في المقابل، تواجه بعض المشاريع في المنطقة تحديات تتعلق بتوفر الأيدي العاملة الماهرة وارتفاع أسعار مواد البناء. ومع ذلك، أكدت الهيئة العامة للطرق أنها تتخذ الإجراءات اللازمة للتغلب على هذه التحديات وضمان استمرار المشروع دون توقف. وتشمل هذه الإجراءات الاستعانة بشركات متخصصة في مجال إدارة المشاريع وتأمين مصادر بديلة لمواد البناء.
الخطوة التالية في المشروع تتضمن استكمال باقي المسافة بين الشقيق والمضايا، والتي تخضع حاليًا لأعمال تنفيذية مكثفة. تتوقع الهيئة العامة للطرق أن يتم الانتهاء من المشروع بالكامل بحلول الربع الثالث من عام 2026، مع الأخذ في الاعتبار الظروف الجوية وأي تحديات غير متوقعة قد تطرأ. يجب متابعة التقارير الصادرة عن الهيئة للوقوف على آخر المستجدات والتطورات المتعلقة بالمشروع.













