مع انطلاق فعاليات مهرجان الدوحة للأفلام في نسخته الثالثة عشرة، تشهد العاصمة القطرية تحولاً تدريجياً إلى فضاء سينمائي مفتوح يجمع صناع الأفلام والجمهور خلال الفترة من 20 إلى 28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. يهدف المهرجان هذا العام إلى تعزيز دور السينما كأداة للتعبير والحوار الثقافي، وتقديم منصة للتبادل الإبداعي بين مختلف الثقافات، مع التركيز على دعم المواهب المحلية والإنتاجات السينمائية ذات الأثر المجتمعي.
يُعد المهرجان، الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، حدثاً بارزاً في الساحة السينمائية الإقليمية والعالمية. ويشكل فرصة لعرض مجموعة متنوعة من الأفلام، وتنظيم ندوات وورش عمل، وتقديم فعاليات تفاعلية تساهم في إثراء المشهد الثقافي في قطر وتعزيز مكانتها كمركز للإبداع السينمائي.
مهرجان الدوحة للأفلام: مركز مهم في صناعة السينما
صرح عبد الله المسلّم، نائب مدير مهرجان الدوحة للأفلام، بأن المهرجان يواصل ترسيخ مكانة دولة قطر كمركز إقليمي وعالمي بارز في صناعة السينما. وأضاف أن قطر أثبتت حضورها القوي خلال السنوات الـ15 الماضية منذ تأسيس مؤسسة الدوحة للأفلام عام 2010، وذلك من خلال دعم الإنتاج السينمائي المحلي وتنظيم فعاليات دولية مرموقة.
وأشار المسلّم إلى أن العديد من المهرجانات الدولية والمنصات الإلكترونية تتابع فعاليات المهرجان سنوياً، لما يمثله من منصة مهمة لاستكشاف الأعمال السينمائية الجديدة. ويعكس هذا الاهتمام الحضور المتنامي لقطر على الساحة السينمائية العالمية، وقدرتها على جذب الأنظار وتقديم محتوى متميز.
برنامج “صنع في قطر” يكتشف المواهب المحلية
كشف مهرجان الدوحة السينمائي مؤخراً عن قائمة الأفلام المشاركة في برنامج “صنع في قطر”، الذي يحتفي بالإبداعات المحلية المتميزة وبراعة السرد القصصي التي تعبر عن رؤية الجيل الجديد من صناع الأفلام في قطر. ويضم البرنامج هذا العام مجموعة متنوعة من الأفلام القصيرة والطويلة التي تتناول قضايا اجتماعية وثقافية مختلفة.
وتشمل قائمة الأفلام المشاركة في برنامج “صنع في قطر” أفلام “العقيق.. الزخم الافتراضي”، و”بابا يذوب”، و”فهد الغاضب”، و”هل هذه علامة؟”، و”مشروع عائشة”، و”قضاء وقدر” إخراج مريم المحمد، و”جريد النخل”، و”مسرح الأحلام”، و”يوم الجمعة”، بالإضافة إلى فيلم “فيلا 187” وهو إنتاج مشترك بين السودان وقطر.
يُعد برنامج “صنع في قطر” منصة انطلاق لصناع الأفلام المحليين الذين تنال أعمالهم الإشادة والتقدير على الساحة الدولية. ويهدف البرنامج إلى تقديم الدعم اللازم للمواهب الشابة، وتوفير الفرص لهم لعرض أعمالهم وتطوير مهاراتهم، مما يساهم في بناء جيل جديد من صناع الأفلام القطريين القادرين على المنافسة عالمياً.
القضية الفلسطينية حاضرة في المهرجان
وأشار المسلّم إلى أن المهرجان يولي اهتماماً خاصاً بالقضايا المهمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. ويتضمن برنامج هذا العام مجموعة أفلام عن فلسطين، وعلى رأسها فيلم “صوت هند رجب” الذي يوثق جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الأطفال، وحصل على جائزة لجنة التحكيم الكبرى “الأسد الفضي” في مهرجان البندقية السينمائي الدولي.
ويأتي عرض هذا الفيلم في إطار التزام المهرجان بإبراز القضايا الإنسانية والاجتماعية التي تهم المجتمع، وتقديم منصة للتعبير عن الآراء والمواقف المختلفة. ويعكس اختيار هذا الفيلم أيضاً التضامن القطري مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وأضاف المسلّم أن المهرجان يشهد نقلة نوعية من مهرجان أجيال السينمائي الذي انطلق عام 2013 ليصبح مهرجان الدوحة السينمائي الدولي، في خطوة تعكس التزام المؤسسة بالتطوير المستمر. ومن أبرز التطورات الجديدة إضافة لجنة تحكيم دولية إلى جانب لجنة تحكيم الشباب المعتمدة منذ 2013، مما يعزز مكانة المهرجان ويحفّز المزيد من الأفلام على المشاركة.
من جهته، أكد المخرج القطري حسن صقر أن مهرجان الدوحة للأفلام يعد منصة مهمة لإبراز القضايا المجتمعية وطرح حلول مبتكرة لها، مشيراً إلى أن السينما أصبحت وسيلة مؤثرة لتغيير المفاهيم وإيصال الرسائل الإيجابية. وأضاف أن وجود قسم “صنع في قطر” داخل المهرجان يشكل فرصة ذهبية لاكتشاف المواهب الجديدة وإبرازها.
من المتوقع أن يختتم المهرجان فعالياته في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، مع الإعلان عن الفائزين بجوائز المسابقات المختلفة. ويترقب المهتمون بالسينما الإعلان عن أسماء الأفلام الفائزة، وتقييم مستوى الأعمال المشاركة، وتحديد الخطوات التالية لتطوير الحركة السينمائية في قطر والمنطقة. وستشكل نتائج المهرجان مؤشراً مهماً على توجهات الإنتاج السينمائي في المنطقة، وعلى قدرة قطر على الاستمرار في لعب دور رائد في هذا المجال.












