استقال وزير الدفاع الروماني، أنجيل تيلفاريان موشتينيانو، يوم الجمعة بعد الكشف عن عدم دقة المعلومات الواردة في سيرته الذاتية، مما أثار جدلاً حول مصداقيته في وقت حرج بالنسبة لأمن رومانيا، وخاصةً فيما يتعلق بالتصعيدات الروسية وخطط التسلح الأوروبية. وقدّم موشتينيانو استقالته للرئيس ورئيس الوزراء ورئيس الحزب الذي ينتمي إليه، معرباً عن أسفه للـ”خطأ” الذي وصفه بأنه “محرج”.
جاءت الاستقالة بعد تحقيق إعلامي كشف عن تضارب في المعلومات المتعلقة بالتعليم والخبرة المهنية للموشتينيانو. ووفقاً لتقارير إعلامية محلية، فقد ادّعى الوزير المستقيل تخرجه من جامعة في بوخارست، بينما لم يلتحق بها مطلقاً، كما أدرج كلية الهندسة الآلية بجامعة بوليتكنيكا في سجله الأكاديمي على الرغم من تركه للدراسة قبل إكمالها.
تداعيات استقالة وزير الدفاع الروماني على الأمن القومي
وأكد موشتينيانو في بيانه أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الخطأ، وأنه يفضل الابتعاد عن منصبة لضمان عدم تأثير هذا الجدل على جهود تعزيز الأمن القومي الروماني. ويرى أن النقاش حول مسيرته التعليمية قد يشكل تشتيتًا للتركيز المطلوب في مواجهة التهديدات الحالية، على وجه الخصوص من روسيا.
تأتي هذه الاستقالة في توقيت حساس بالنسبة لرومانيا وأوروبا. فقد أعلنت الحكومة الرومانية عن مواجهة تهديدات متزايدة من الطائرات المسيرة الروسية التي تنتهك مجالها الجوي بشكل متكرر، بحسب وزارة الدفاع. بالإضافة إلى ذلك، تواجه البلاد ضغوطًا لتحديد خطط الإنفاق لأموال برنامج القروض الأوروبية للتسلح (SAFE) قبل الموعد النهائي المحدد من قبل الاتحاد الأوروبي.
تشكيل حكومة مؤقتة
أعلن رئيس الوزراء إيلي بولوجان عن قبوله استقالة موشتينيانو، مشيدًا بالعمل الذي قام به خلال فترة توليه المنصب. ومن المقرر أن يقترح بولوجان على الرئيس تعيين وزير الاقتصاد، رادو ميروتسا، لتولي مهام وزارة الدفاع بشكل مؤقت، ريثما يتم اختيار خلف دائم.
وستتولى وزارة الاقتصاد، من خلال ميروتسا، مسؤولية الإشراف على القطاع الدفاعي خلال الفترة الانتقالية. وتهدف هذه الخطوة إلى ضمان استقرار قيادة الوزارة في ظل الظروف الحالية، وذلك حسبما صرحت به الحكومة الرومانية.
تعد رومانيا من بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي ستستفيد بشكل كبير من برنامج SAFE، حيث من المتوقع أن تحصل على تمويلات بقيمة 16.6 مليار يورو. وهذا التمويل ضروري لتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد وتحديث ترسانتها العسكرية، خاصةً في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة في المنطقة.
يأتي هذا التطور أيضاً بالتزامن مع تغييرات أخرى في القيادات الدفاعية في أوروبا. ففي وقت سابق من هذا الشهر، أُقيل دوفيلي شاكالينيه من منصبه كوزير للدفاع في ليتوانيا بسبب خلافات حول ميزانية الدفاع، مما يعكس الضغوط المتزايدة على الدول الأوروبية لزيادة إنفاقها الدفاعي.
تهدف هذه التحركات إلى تعزيز الاستعداد الدفاعي لدول الخطوط الأمامية في مواجهة التهديدات الروسية المتصاعدة. وتشير التقارير إلى أن دول البلطيق ودول أوروبا الشرقية تطلب من حلف شمال الأطلسي (الناتو) زيادة وجوده العسكري في المنطقة.
ويرى مراقبون أن استقالة موشتينيانو قد تؤدي إلى تأخير في تنفيذ خطط التسلح الأوروبية، خاصةً وأن عملية تعيين وزير دفاع جديد قد تستغرق بعض الوقت. وفي الوقت نفسه، تسعى الحكومة الرومانية إلى طمأنة حلفائها وشركائها بأنها ملتزمة بالوفاء بالتزاماتها الدفاعية.
من المتوقع أن يركز رئيس الوزراء بولوجان على إيجاد مرشح مؤهل وخالٍ من أي تداعيات مماثلة في أقرب وقت ممكن. كما ستراقب الأطراف المعنية عن كثب مدى تأثير هذه الاستقالة على العلاقات الرومانية – الروسية ورؤية رومانيا بشأن الأمن الإقليمي. ومن بين الأمور التي يجب مراقبتها أيضاً ردود فعل حلفاء رومانيا في الاتحاد الأوروبي والناتو.













