أعلنت مجموعة “حنظلة” عن استهدافها لعالم نووي إسرائيلي، زاعمةً إرسال طرد يحتوي على معلومات شخصية وبيانات تفصيلية حول عملية محتملة لاقتحام سيارته. يأتي هذا الإعلان في أعقاب سلسلة من الهجمات الإلكترونية التي شنتها المجموعة ضد أهداف إسرائيلية حساسة، مما يثير مخاوف أمنية متزايدة بشأن قدرة هذه المجموعة على اختراق الأنظمة والوصول إلى معلومات سرية. وتعتبر هذه الحوادث تصعيدًا في التوترات السيبرانية المتصاعدة في المنطقة.
وفقًا لتقارير إعلامية عبرية، نقلت “القناة 14” العبرية تفاصيل الرسالة التي زعمت المجموعة إرسالها، والتي تضمنت بيانات شخصية ووصفًا للعملية المزعومة. لم يتم تأكيد ما إذا كانت السيارة قد تعرضت للاقتحام بالفعل، لكن الإعلان أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الإعلامية الإسرائيلية حول مدى دقة هذه الادعاءات. وتأتي هذه الحادثة بعد أيام من تسريب المجموعة لمعلومات عن موظفين في الصناعات الدفاعية.
تصعيد الهجمات السيبرانية وتهديدات الأمن القومي
تُعد مجموعة “حنظلة” من بين عدة جهات فاعلة سيبرانية نشطة في المنطقة، وتشتهر بشن هجمات إلكترونية تستهدف إسرائيل. تأتي هذه الهجمات في سياق صراع إقليمي أوسع، حيث تستخدم الأدوات السيبرانية بشكل متزايد كجزء من الاستراتيجيات الهجومية والدفاعية. وتشير التحليلات إلى أن المجموعة تسعى إلى إحداث ضرر نفسي واقتصادي بالإضافة إلى جمع المعلومات.
في الأسبوع الماضي، أعلنت المجموعة عن تسريب أسماء وصور وتفاصيل شخصية لعشرة مهندسين وموظفين كبار في الصناعات الدفاعية الإسرائيلية. كما عرضت مكافأة مالية مقابل معلومات حول أماكن إقامتهم، واصفةً إياهم بـ “المطلوبين”. وقد أثارت هذه الخطوة قلقًا بالغًا بشأن سلامة هؤلاء الأفراد وعائلاتهم.
استهداف البنية التحتية الحيوية
لم تقتصر هجمات “حنظلة” على استهداف الأفراد، بل امتدت لتشمل البنية التحتية الحيوية في إسرائيل. ففي وقت سابق، نفذت المجموعة سلسلة من الخروقات الواسعة النطاق استهدفت مزودي خدمات الإنترنت الرئيسيين، “099 إسرائيل” و”برايمو”، مما أثر على خدمات الإنترنت للعديد من المستخدمين.
بالإضافة إلى ذلك، استهدفت المجموعة مواقع تابعة لمنظومة الوقود الإسرائيلية، بما في ذلك شركات “دلكول” و”ديليك”، حيث تمكنت من الاستيلاء على كميات كبيرة من البيانات المشفّرة. وتشير هذه الهجمات إلى سعي المجموعة لإحداث تعطيل في الخدمات الأساسية وزيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية.
وتشير التقارير إلى أن المجموعة استغلت نقاط ضعف في أنظمة الأمن السيبراني الخاصة بالشركات المستهدفة، مستخدمةً تقنيات متطورة للوصول إلى البيانات الحساسة. وتؤكد هذه الحوادث على أهمية تعزيز الأمن السيبراني وحماية البنية التحتية الحيوية من الهجمات الإلكترونية.
كما زعمت المجموعة اختراق شركة “أيرودريمز” الأمريكية، وهي شركة مطورة لأنظمة الطائرات بدون طيار، والحصول على بيانات من داخلها. هذا يشير إلى أن نطاق عمليات المجموعة يتجاوز الحدود الإسرائيلية وقد يشمل استهداف الشركات التي تتعاون مع إسرائيل.
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين بشأن هذه الادعاءات. ومع ذلك، فإن الصمت الرسمي لا يقلل من خطورة الوضع، حيث يواصل الخبراء الأمنيون تحليل التهديدات المحتملة وتقييم الأضرار الناجمة عن الهجمات.
وتتزايد الدعوات في إسرائيل لتعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الجرائم السيبرانية وتبادل المعلومات الاستخباراتية لمواجهة هذه التهديدات المتزايدة. كما يركز الخبراء على أهمية تطوير أنظمة دفاع سيبراني قوية وقادرة على التصدي للهجمات المتطورة.
من المتوقع أن تستمر مجموعة “حنظلة” في شن هجمات إلكترونية ضد أهداف إسرائيلية في المستقبل القريب. وتشير التقديرات إلى أن المجموعة لديها القدرة على التكيف مع التغيرات في البيئة السيبرانية وتطوير أساليب جديدة لشن هجماتها.
ما يجب مراقبته في الأيام والأسابيع القادمة هو رد فعل الحكومة الإسرائيلية على هذه الهجمات، وما إذا كانت ستتخذ إجراءات ملموسة لتعزيز الأمن السيبراني وحماية البنية التحتية الحيوية. بالإضافة إلى ذلك، من المهم تتبع تطورات أنشطة المجموعة ومحاولاتها لاختراق أنظمة جديدة.













