أعلنت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم أن السلطات تحقق في دوافع المهاجر الأفغاني رحمن الله لاكانوال، المتهم بإطلاق النار على أفراد الحرس الوطني في واشنطن العاصمة، مع التركيز على احتمال تعرضه للتطرف بعد وصوله إلى الولايات المتحدة. وتأتي هذه التطورات في ظل جدل متصاعد حول إجراءات الهجرة والتحقق الأمني من اللاجئين، خاصةً بعد حادثة إطلاق النار التي أودت بحياة أحد أفراد الحرس الوطني وإصابة آخر.
وقع الحادث يوم الأربعاء بالقرب من البيت الأبيض، وأثار تساؤلات حول فعالية برامج إعادة التوطين وعمليات الفحص الأمني. وتعتبر هذه القضية حساسة بشكل خاص نظرًا لأن لاكانوال دخل الولايات المتحدة بموجب برنامج “Operation Allies Welcome” الذي أطلقته إدارة بايدن لمساعدة الأفغان الذين عملوا مع القوات الأمريكية.
تحقيقات في التطرف وعملية إعادة التوطين
وفقًا لتصريحات نويم، تعتقد السلطات أن لاكانوال ربما تأثر بأفكار متطرفة بعد وصوله إلى الولايات المتحدة، من خلال تفاعلاته مع مجتمعات محلية. وأكدت الوزيرة أن التحقيقات جارية لتحديد مدى تورط أي أفراد أو مجموعات في تحريضه على العنف.
وأضافت نويم أن عملية الفحص الأمني للاجئين الأفغان تمت في الغالب تحت إدارة بايدن، على الرغم من أن منحه اللجوء كان خلال فترة إدارة ترامب. وانتقدت ما وصفته بـ “فحص غير كافٍ” للأفغان وغيرهم من الأجانب، مشيرة إلى أن إدارة بايدن قامت بإحضارهم إلى البلاد قبل إجراء فحوصات أمنية شاملة.
ردود فعل سياسية وتصعيد اللهجة
أثارت هذه القضية ردود فعل سياسية حادة، حيث انتقد الرئيس السابق دونالد ترامب إدارة بايدن بشدة بسبب سياساتها المتعلقة بالهجرة. ووصف ترامب الحادث بأنه “أكبر تهديد أمني وطني”، زاعمًا أن ملايين الأجانب دخلوا البلاد دون فحص أمني مناسب.
ودعا ترامب إلى وقف دائم للهجرة من “دول العالم الثالث” وإلغاء المساعدات الفيدرالية لغير المواطنين، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات لإلغاء جنسية المهاجرين الذين يشكلون تهديدًا للأمن القومي وترحيلهم.
إجراءات جديدة لتعزيز الأمن وتقييد الهجرة
في أعقاب الحادث، أعلنت إدارة ترامب عن إجراءات جديدة لتعزيز الفحص الأمني للمهاجرين، بما في ذلك مراجعة نشاطاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي والتحقق من الأشخاص الذين يتفاعلون معهم. كما تم تعليق جميع قرارات اللجوء في انتظار مراجعة شاملة لعملية التقديم.
وتشمل قائمة الدول التي قد تخضع لقيود هجرة أكثر صرامة: أفغانستان، كوبا، هايتي، إيران، الصومال، فنزويلا، ميانمار، تشاد، جمهورية الكونغو، ليبيا، بورما، غينيا الاستوائية، إريتريا، السودان، اليمن، بوروندي، لاوس، سيراليون، توغو، وتركمانستان. وتأتي هذه الإجراءات في إطار جهود أوسع لتقييد الهجرة غير الشرعية وتعزيز الأمن القومي.
بالإضافة إلى ذلك، تعهد ترامب بإعادة فحص جميع الأفغان الذين دخلوا البلاد خلال فترة حكم بايدن، بهدف تحديد أي تهديدات أمنية محتملة. ويعتبر هذا الإجراء بمثابة رد مباشر على حادثة إطلاق النار الأخيرة، ويهدف إلى طمأنة الجمهور بأن الحكومة تتخذ خطوات جادة لحماية الأمن القومي.
تأثيرات محتملة على برامج اللجوء
من المرجح أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تأخيرات كبيرة في معالجة طلبات اللجوء، وقد تؤدي إلى تقليل عدد اللاجئين الذين يتم قبولهم في الولايات المتحدة. ويرى بعض الخبراء أن هذه السياسات قد تتعارض مع التزامات الولايات المتحدة الدولية تجاه اللاجئين، بينما يرى آخرون أنها ضرورية لحماية الأمن القومي.
الهجرة إلى الولايات المتحدة قضية معقدة تتطلب موازنة بين الاعتبارات الإنسانية والأمنية. وتشير التطورات الأخيرة إلى أن إدارة ترامب ستعطي الأولوية للأمن القومي على حساب الاعتبارات الأخرى.
من المتوقع أن تستمر التحقيقات في حادثة إطلاق النار في واشنطن العاصمة في الأسابيع المقبلة. وستراقب الأوساط السياسية والقانونية عن كثب نتائج هذه التحقيقات، بالإضافة إلى تأثير الإجراءات الجديدة على برامج اللجوء وعمليات الهجرة بشكل عام. من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت هذه الإجراءات ستؤدي إلى تحسين الأمن القومي بشكل فعال، أم أنها ستؤدي إلى عواقب غير مقصودة.













