رصد المصور الكويتي المتخصص في البيئة، د. عبدالله الزيدان، ثلاثة أنواع من طيور مهاجرة نادرة خلال موسم الهجرة الشتوية الحالي في الكويت. وتشمل هذه الأنواع بومة طويلة الأذنين، وبومة قصيرة الأذنين، والعقاب الملكي الشرقي، مما يؤكد أهمية الكويت كملاذ آمن لهذه الطيور ووجود موائل طبيعية مناسبة لها.
جاءت هذه المشاهدات في مواقع مختلفة حول البلاد، حيث تم رصد بومة طويلة الأذنين في حديقة الشويخ العامة، بينما ظهرت بومة قصيرة الأذنين والعقاب الملكي الشرقي في محمية الجهراء الطبيعية. ووفقاً للزيدان، فإن هذه الرؤى تسلط الضوء على التنوع البيولوجي الغني الذي تشهده الكويت خلال مواسم الهجرة.
أهمية الكويت كمحطة للهجرة الطيور
تعتبر الكويت نقطة عبور حيوية للعديد من أنواع الطيور المهاجرة التي تسافر بين مناطق التكاثر في الشمال ومناطق الشتاء الدافئة في الجنوب. ويعزى ذلك إلى موقعها الجغرافي المميز وتنوع بيئاتها، بدءًا من المناطق الساحلية وصولًا إلى الصحاري والمزارع. بالإضافة إلى ذلك، يشير توافر مصادر الغذاء والماء إلى أن الكويت توفر الظروف المثالية للطيور المهاجرة للتزود بالطاقة قبل مواصلة رحلتها.
بومة طويلة الأذنين: رؤية نادرة
تعتبر بومة طويلة الأذنين من الطيور النادرة جدًا في الكويت، حيث لم يتم تسجيل سوى 11 مشاهدة لها على الإطلاق، وفقًا لبيانات الزيدان. تتميز هذه البومة بريش طويل يشبه الأذنين وعيونها البرتقالية اللون، وعادة ما تختبئ خلال النهار في المناطق كثيفة الأشجار والمظللة. ومع ذلك، يمكن رؤيتها أحيانًا في محمية الجهراء ومنطقة الصليبية ومزارع الوفرة والعبدلي والحدائق العامة.
بومة قصيرة الأذنين: وجود أكثر شيوعًا
في المقابل، تعتبر بومة قصيرة الأذنين أكثر شيوعًا في الكويت مقارنة ببومة طويلة الأذنين. تتميز بوجود ريش قصير غير بارز فوق الرأس، ووجه قرصي فاتح اللون، وعيون صفراء. وتفضل هذه البومة البيئات المفتوحة وتكون نشطة خلال النهار، مما يجعل رصدها وتوثيقها أسهل.
العقاب الملكي الشرقي: طائر مهدد بالانقراض
يمثل العقاب الملكي الشرقي زائرًا غير اعتيادي للكويت خلال فصل الشتاء، وهو أيضًا من الأنواع المهددة بالانقراض. يتميز هذا العقاب بحجمه الكبير الذي يتراوح بين 72 و90 سنتيمترًا، وبطول جناحيه الذي يصل إلى حوالي مترين. يتميز بلونه البني الداكن وعنقه الذهبي الفاتح وبقع الكتفين البيضاء.
يعيش العقاب الملكي الشرقي في الغابات المفتوحة والمناطق الصحراوية والأراضي الزراعية، ويتغذى بشكل رئيسي على الثدييات الصغيرة. ويؤكد الزيدان على أهمية الحفاظ على الموائل الطبيعية في الكويت لضمان استمرار وجود هذه الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض.
تُظهر هذه الرؤى أهمية المراقبة المستمرة للتنوع البيولوجي في الكويت، وتحديد الأنواع المهاجرة التي تعتمد على البلاد كمحطة توقف. تساهم هذه المعلومات في تطوير استراتيجيات فعالة لحماية البيئة وتوفير الموائل المناسبة للطيور والحيوانات البرية الأخرى. ويعد الحفاظ على المناطق الطبيعية والمحميات خطوة أساسية في هذا الاتجاه.
تستعد الجهات المعنية في الكويت لإعداد تقرير مفصل عن هذه المشاهدات وتقديم توصيات بشأن تعزيز حماية الطيور المهاجرة وموائلها. من المتوقع أن يتم نشر التقرير في الأشهر القليلة القادمة، وسيتضمن بيانات حول أعداد الطيور المهاجرة وأنواعها ومواقع تواجدها. من الأمور التي يجب مراقبتها أيضاً، تأثير التغيرات المناخية على مسارات هجرة الطيور وتوزيعها الجغرافي في المنطقة.













