نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلاً ثالثاً خلال ساعات في ريف القنيطرة جنوب غربي سوريا، مساء الاثنين، في تصعيد متواصل للتوترات في المنطقة. يأتي هذا التوغل بعد تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكومة الإسرائيلية من عرقلة مسار الانتقال السياسي في سوريا، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار الإقليمي و **التصعيد الإسرائيلي**. وتأتي هذه الأحداث في ظل جهود أمريكية لتهدئة التوتر بين إسرائيل وسوريا.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قوة إسرائيلية مؤلفة من آليات عسكرية ودبابات توغلت في تلة الحمرية الواقعة بين بلدة حضر وقرية طرنجة. ويأتي هذا التوغل بعد توغلين سابقين في نفس المنطقة خلال نفس اليوم، مما يشير إلى زيادة في النشاط العسكري الإسرائيلي في المنطقة الحدودية.
تصعيد إسرائيلي متواصل في سوريا
أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قلقه بشأن أي إجراءات إسرائيلية قد تعرقل الانتقال السياسي في سوريا، داعياً إلى الحفاظ على حوار قوي بين البلدين. وقال ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال” إنه راضٍ عن أداء الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، مؤكداً على أهمية استقرار سوريا وازدهارها. هذا الموقف يمثل تحولاً ملحوظاً في السياسة الأمريكية تجاه سوريا.
وفي السياق ذاته، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي، حيث ناقى الطرفان سبل خفض التصعيد في الجنوب السوري. وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن واشنطن تسعى إلى تهدئة التوتر بعد حادثة نهاية الأسبوع الماضي، حيث أصيب جنود إسرائيليون بإطلاق نار في بيت جن بريف دمشق.
ردود الفعل على الحادثة
ردت إسرائيل بقصف جوي على البلدة، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال. أثار هذا القصف موجة من الإدانات من قبل منظمات حقوق الإنسان، التي دعت إلى تحقيق مستقل في الحادثة. وتشير التقارير إلى أن القصف استهدف مناطق سكنية بشكل مباشر.
وتشهد القنيطرة تصعيداً متزايداً من قبل الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة، حيث يشتكي السكان من توغلات إسرائيلية متكررة في أراضيهم الزراعية. وقد دمرت القوات الإسرائيلية مئات الدونمات من الغابات، واعتقلت مدنيين، وأقامت حواجز عسكرية لتفتيش المارة. هذه الإجراءات تؤثر بشكل كبير على حياة السكان المحليين وسبل عيشهم.
وفي الأشهر الماضية، جرت لقاءات بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين بهدف التوصل إلى ترتيبات أمنية تضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة العازلة التي يسيطر عليها. ومع ذلك، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني بأن إسرائيل “ليست على مسار السلام مع سوريا”، مما يعكس تعقيد الوضع السياسي.
وتواصل إسرائيل تنفيذ توغلات وغارات جوية داخل الأراضي السورية، مستهدفة مواقع عسكرية ومدنية. وتحتل إسرائيل معظم هضبة الجولان منذ عام 1967، وقد وسعت نطاق سيطرتها بعد التطورات الأخيرة في سوريا. هذه التوغلات والغارات تزيد من حدة التوتر في المنطقة وتعيق جهود السلام.
تعتبر منطقة الجولان ذات أهمية استراتيجية كبيرة لكل من إسرائيل وسوريا، وتعتبر قضية الجولان من القضايا العالقة التي تعيق تحقيق السلام الشامل في المنطقة. وتشكل **الوضع في سوريا** جزءاً من هذا التعقيد، حيث تتداخل مصالح العديد من الأطراف الإقليمية والدولية.
من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في جهودها الدبلوماسية لتهدئة التوتر بين إسرائيل وسوريا، ولكن يبقى مستقبل هذه الجهود غير واضح. من المرجح أن تشهد المنطقة المزيد من التوترات في الفترة القادمة، خاصة في ظل استمرار **التدخلات الإقليمية** في الشأن السوري. وستراقب الأطراف المعنية عن كثب التطورات على الأرض، وتقييم تأثيرها على الاستقرار الإقليمي. كما أن **الأمن الإقليمي** يظل قضية رئيسية تتطلب حلاً شاملاً ومستداماً.













